في الوقت الذي يحاول فيه الدكتور عماد عبد الغفور، رئيس حزب النور، رأب الصدع داخل الحزب السلفي، بدأت قيادات "النور" المستقيلة في إجراءات تأسيس حزب جديد. وأكد عبد الغفور ل"الشروق" على أن الحزب لديه فرصة تاريخية للحصول على أغلبية في البرلمان، إذا تمكن من تجاوز أزمته الحالية، واستيعاب المجموعات المختلفة والمنسحبة "ساعاتها سيكون الحزب الأول في مصر".
وعلق عبد الغفور على إعلان انسحاب نحو 150 من قيادات الحزب من أمناء المحافظات ورؤساء اللجان المتخصصة بأنه "أمر متوقع بعد عدم نجاحهم في حل المشكلات"، وحول موقف المنسحبين، إذا ما تمكن من لم الشمل من جديد قال "إذا تم الاتفاق فإننا سنعيدهم للحزب مثلما أعدناهم قبل ذلك". إلا أن محمد نور، المتحدث السابق باسم حزب النور ومسئول ملف العلاقات الخارجية بالحزب قال ل"الشروق" إن المنسحبين "خرجوا من الحزب بعد دراسة متأنية فلم نخرج غاضبين، بل بسبب رؤية سياسية مختلفة، ونريد أن تكون هناك أسس ومبادئ سياسية وإدارية نسير عليها".
في المقابل أكد جلال مرة الأمين العام لحزب النور ل"الشروق" أنه لم تصل للحزب حتى الآن، أي استقالة من الأعضاء والقيادات التي أعلنت استقالاتها، مشيرا إلى انه تم إبلاغ الأعضاء بعقد الجمعية العمومية الطارئة في 9 يناير القادم، وأضاف مرة أن "كل الخيارات مطروحة خلال الجمعية الطارئة ومنها اختيار رئيس جديد للحزب، فضلا عن دراسة المستجدات التي تحدث وكيفية التعامل معها".
فيما أكد مصدر وثيق الصلة برئيس حزب النور، أن هناك محاولات أخيرة لرأب الصدع بين الأخير وقيادات سلفية، لم يسمها، بهدف أجل التوصل لحلول للأزمة الحالية، ولم يستبعد المصدر إمكانية تراجع عبد الغفور عن الاستقالة، ولم شمل الحزب من جديد، وقال: "بالإمكان التوصل لهذا ولو بشكل مؤقت لمدة 5 أشهر، حتى تجاوز فترة انتخابات مجلس النواب".
يأتي هذا فيما كشف طارق الزمر، المتحدث باسم الجماعة الإسلامية عن اجتماع قيادات حزب "البناء والتنمية" ومجموعة عبد الغفور التي استقالت، مضيفا "لم نتفق حتى الان على تحالف انتخابي موحد"، مشيرا إلى أن هناك تواصل أيضا مع بعض الأحزاب غير الإسلامية لإمكانية التحالف الانتخابي معهم، مستبعدا في الوقت ذاته التحالف مع حزب الحرية والعدالة.