أصدرت المحكمة الدولية المكلفة محاكمة المسؤولين المفترضين عن إبادة 1994 في رواندا، الخميس، حكمها على المتهم الأخير في القضية، وهو الوزير السابق أوجوستين نجيرابتواري بالسجن 35 عاما. والمتهم الأخير أمام المحكمة الجنائية الدولية لرواندا، التي أنشئت بقرار من مجلس الأمن الدولي في نوفمبر 1994، كان وزيرا للتخطيط في النظام الانتقالي الحاكم أثناء الإبادة. وهو صهر فيليسيان كابوجا الذي يعتبر أشهر المتهمين التسعة أمام المحكمة، باعتباره أمين صندوق الإبادة، والذي ما زال فارا.
وانطلقت الإبادة العام 1994 بعد اغتيال الرئيس الرواندي من أتنية الهوتو آنذاك جوفينال هبياريمانا، بإسقاط طائرته فوق كيجالي. وتؤكد الأممالمتحدة مقتل 800 ألف شخص أغلبيتهم من أتنية التوتسي بين إبريل ويوليو بيد متطرفين هوتو.
وأكدت المحكمة، التي ما زال أمامها الحكم في 15 قضية استئناف قبل إنهاء أعمالها في أواخر 2014، أن نجيرابتواري "مذنب بارتكاب الإبادة، والتحريض المباشر والعلني لارتكاب الإبادة والاغتصاب".
وأدين نجيرابتواري بتحريض عناصر الميليشيات من مسقط رأسه نياميومبا في محافظة جيسينيي، ومساعدتهم على قتل جيرانهم من التوتسي في إبريل 1994.
وأفاد نص الحكم، أنه وزع الأسلحة على المسلحين، وأكد انه لم يعد يريد رؤية أفراد من التوتسي في بلدته. وأكد القضاة أن هؤلاء المسلحين اغتصبوا نساء التوتسي، في إطار مخطط إجرامي مشترك كان المتهم مشاركا فيه.
وفر نجيرابتواري، الذي نال شهادة دكتوراه في الاقتصاد من سويسرا، من رواندا في يوليو 1994. وعمل في مؤسسات أبحاث في الجابون وفرنسا قبل توقيفه في ألمانيا العام 2007، وتسليمه إلى المحكمة الدولية بعد عام. وبدأت محاكمته في سبتمبر 2009.