تسعى روسيا حاليا لإيجاد فرصة في وجود قوى في مصر من خلال العمل على مغازلة الإخوان المسلمين، وفقا لمصادر دبلوماسية روسية لوكالة رويترز، والتي أشارت إلى أن روسيا قد تخفف القيود على الإخوان المسلمين قريبا لتحسين العلاقات مع مصر وإعادة بناء النفوذ الذي خسرته خلال ثورات الربيع العربي، فهل يمكن أن تكون الأهداف الروسية من هذا التقارب اقتصادية، خاصة أن مصر تعتبر من الدول ذات الكثافة السكانية العالية، إضافة إلى أن الميزان التجاري بين البلدين رغم ضعفه فهو يميل بشدة ناحية روسيا. التبادل التجاري بين البلدين بلغ نحو 2.3 مليار دولار خلال عام 2011، وبينما لم تتعد الصادرات المصرية إلى روسيا 332 مليون دولار فإن الواردات المصرية من روسيا وصلت إلى 1.949 مليار دولار. وبلغ حجم التبادل التجاري في الفترة من يناير وحتى نهاية إبريل من العام الجاري 1.24 مليار دولار، كان نصيب الصادرات المصرية منها 82 مليون دولار في حين بلغت الواردات المصرية من روسيا 1.158 مليار دولار.
ويرى أحمد غنيم، أستاذ الاقتصاد الدولي في جامعة القاهرة، أن «المساعي الروسية من المؤكد أنها تهدف في المقام الأول إلى حصد مكاسب سياسية، سينتج عنها مكاسب اقتصادية فيما بعد، لكن شكل تلك المكاسب الاقتصادية لا نستطيع تحديده في الوقت الراهن، خاصة أن حجم التجارة بين البلدين ليس كبيرا».
وتؤكد رويترز ذلك، حيث ترى أن موسكو تحاول الآن تعزيز علاقاتها مع مصر لأسباب، من بينها تعويض بعض النفوذ الذي فقدته في العالم العربي في العامين الأخيرين وخصوصا في دول مثل ليبيا وسوريا اللتين كانتا تتلقيان أسلحة روسية. ويستكمل غنيم أن روسيا أصبحت عضوا في منظمة التجارة العالمية حاليا، وهو ما سيفتح لها أبواب أسواق صادرات كثيرة غير مصر، أي أن تنمية التبادل التجاري وزيادة الصادرات لمصر لن تكون قضية عاجلة بقدر الاهتمام بالشكل السياسي، لكن غنيم يعتقد أن تقوية العلاقات الثنائية ستكون مفيدة للطرفين على صعيد العلاقات الاقتصادية.
وقد سعى وزير خارجية روسيا سيرجى لافروف أثناء زيارته إلى القاهرة الشهر الماضى، إغراء الإخوان ومسئولى الحكم فى مصر حاليا بمكاسب اقتصادية جديدة لمصر فى حالة الاستجابة للمساعى الروسية وهو انه لوّح بورقة السياحة الروسية التى تفد إلى مصر، وتوقع أن يزور مصر هذا العام نحو 2.5 مليون سائح روسى، «وهو ثانى أكبر عدد من السياح فى تاريخ السياحة الروسية إلى مصر»، بحسب وصفه.
على جانب آخر تستفيد روسيا من تصدير القمح إلى مصر، وكانت روسيا فى السنوات الاخيرة وقبل عامين تعتبر المصدر الرئيسى لواردات القمح المصرية والتى تعد الأكبر فى العالم، وتقلصت تحت ال50% من تلك الواردات بعد ازمة المناخ الجاف الذى قضى على معظم المحصول الروسى من القمح، واضطرت إلى فسخ تعاقداتها مع المستوردين ومن بينهم مصر لتوفير ما تبقى منه للسوق المحلية.
وفى محاولة لتأكيد الرغبة الروسية فى تحسين العلاقات مع مصر فى ظل القيادة الجديدة، قالت مصادر دبلوماسية غربية إن لافروف قدم دعوة إلى الرئيس محمد مرسى، والذى جاء من جماعة الاخوان المسلمين، لزيارة روسيا عندما زار مصر خلال جولة فى الشرق الاوسط الشهر الماضى وقبلها مرسى. وقال مصدر: «الزيارة متوقعة قرب نهاية الربع الاول من 2013. تبقى المشكلة استمرار إدراج الاخوان فى القائمة (الخاصة بالمنظمات الإرهابية) ويقال إن لافروف قدم تأكيدات بخصوص التصدى لذلك».