أعلن المرصد السوري لحقوق الإنسان ومقره لندن أن حصيلة القتلى جراء الاشتباكات بين القوات الحكومية وقوات المعارضة وعمليات القصف في أنحاء سوريا الثلاثاء بلغت 67 شخصا، بينهم 22 في محافظة ريف دمشق و14 في درعا، وعشرة في دير الزور، وثمانية في حمص. وكانت أنباء سابقة أفادت بأن مسلحي المعارضة حققوا مكاسب جديدة في معاركهم ضد القوات الحكومية وذلك في الوقت الذي تصاعدت حدة المواجهات بين الطرفين في أنحاء متفرقة في البلاد.
ففي حماة، أعلنت المعارضة سيطرتها على بلدة حلفايا بعد أن هاجموا مواقع للجيش النظامي وسيطروا عليها.
أما في درعا، قالت المعارضة إنها اقتحمت مقر الفرقة 34 التابعة للجيش السوري واستولت على آليات تابعة للجيش.
وأفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان بأن مسلحي المعارضة يحاولون السيطرة على مخيم اليرموك جنوبي دمشق وطرد المقاتلين الفلسطينيين المؤيدين لنظام الرئيس السوري بشار الاسد.
تداعيات قصف مخيم اليرموك للاجئين
*دانت الفصائل الفلسطينية في قطاع غزة ما وصفته بالمجزرة التي يرتكبها الجيش السوري بحق اللاجئين الفلسطينيين في مخيم اليرموك مطالبة بعدم زجهم في اي صراعات سورية داخلية.
وقالت الفصائل في بيان مشترك صدر عنها في ختام إجتماع لها في مكتب الجبهة الشعبية بغزة "ندين المجزرة التي اُرتكبت بحق أبناء شعبنا في مخيم اليرموك، ونجدد دعواتنا لجميع الأطراف في سوريا بعدم تحويل المخيمات الفلسطينية إلى ساحة للاقتتال السوري الداخلي".
وقال المرصد " تدور اشتباكات عند اطراف مخيم اليرموك ومنطقة الحجر الاسود بين القوات النظامية وعناصر اللجان الشعبية التابعة للجبهة الشعبية -القيادة العامة ومسلحين من عدة كتائب مقاتلة بينهم فلسطينيون واسفرت الاشتباكات حتى اللحظة عن احراق الية ثقيلة للقوات النظامية وسقوط خسائر بشرية بصفوف الطرفين".
وأضاف "كما تدور اشتباكات عنيفة بين القوات النظامية ومسلحي المعارضة اطراف بلدة زملكا".
زيارة مفاجئة
وفيما يبدو أنه محاولة من الحكومة لإثبات سيطرتها على البلاد، قال التلفزيون الحكومي إن رئيس الوزراء وائل الحلقي قام بزيارة نادرة لمدينة حلب الاثنين وتعهد بتقديم مساعدات قيمتها أربعة ملايين دولار.
ولم يبث التلفزيون صورا أو شريط فيديو للزيارة التي تعد الأولى من نوعها منذ شهور لمسؤول رفيع في حكومة الرئيس السوري بشار الأسد.
وتولى الحلقي السلطة بعد فرار سلفه رياض حجاب في وقت سابق من العام الجاري.
سفن روسية
في هذه الأثناء، ذكرت وكالة إنترفاكس الروسية للأنباء عن مصدر في القوات البحرية الروسية قوله إن "روسيا أرسلت سفنا حربية للبحر المتوسط تحسبا لاحتمال اضطرارها لإجلاء رعاياها من سوريا".
وقال المصدر، الذي لم تذكر الوكالة اسمه، إن "سفينتين هجوميتين وسفينة صهريج وسفينة مرافقة غادرت ميناء في بحر البلطيق الاثنين".
وأضاف أنها "تتجه إلى الساحل السوري للمساعدة في أي عملية إجلاء للمواطنين الروس".
مساعدات إنسانية
يحتاج أكثر من 2.5 مليون سوري إلى الحصول على مساعدات إنسانية
وعلى الصعيد الإنساني، حذرت مساعدة الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية، فاليري آموس، من أن نقص الوقود يعيق إيصال المساعدات إلى السوريين العالقين في النزاع.
وحضت آموس الحكومة السورية على السماح بشكل عاجل باستيراد الوقود، ودعتها إلى تمكين عمال الإغاثة من الوصول إلى أكبر عدد ممكن من مناطق النزاع والسماح لعشر منظمات إغاثية أخرى بالعمل في سوريا.
وأضافت آموس أن عمال الإغاثة يحتاجون أيضا إلى السماح لهم بحرية الحركة في المناطق التي يسيطر عليها المعارضون المسلحون داخل سوريا حتى يضاعفوا جهود الإغاثة التي يقومون بها.
وقدمت البارونة آموس إيجازا لمجلس الأمن الدولي التابع للأمم المتحدة بشأن زيارتها الأخيرة إلى سوريا واجتماعها مع بعض المسؤولين السوريين لمناقشة الأزمة الإنسانية المتفاقمة.
وقالت تعليقا على المخاوف من أن تكون الطائرات الحكومية قصفت مخيم اليرموك للاجئين الفلسطينيين إن الوضع هناك يتسم بالفوضى.
ويحتاج أكثر من 2.5 مليون سوري إلى الحصول على مساعدات إنسانية، حسب إحصائيات الأممالمتحدة.
كما أن أكثر من 500 ألف سوري اضطروا إلى النزوح عن منازلهم والانتقال إلى العيش في الدول المجاورة.
وضع متفجر
ومضت للقول أمام الصحفيين بعد انتهاء إيجازها في مجلس الأمن "أخبرت الحكومة (السورية) أيضا أننا سنقيم اتصالات قوية مع المعارضة داخل سوريا".
وقالت "إذا نجحنا حقا في الوصول إلى أكبر عدد ممكن من مناطق النزاع كما تقول الحكومة، فمعنى ذلك أن نكون قادرين على عبور الخطوط أي أن ننتقل من المناطق التي تسيطر عليها الحكومة إلى المناطق المتنازع عليها ومنها إلى المناطق التي تسيطر عليها المعارضة".
ووصفت آموس الوضع في سوريا بأنه "متفجر"، مضيفة أنها عندما كانت في زيارة لدمشق، كانت أصوات القصف تصل إلى مسامعها طيلة اليوم.
وكانت الأممالمتحدة قالت في بداية الشهر الجاري إنها قررت سحب جميع موظفيها غير الأساسيين من سوريا.