ذكرت وكالة أنباء الأناضول التركية، شبه الرسمية يوم الأحد، أن الرئيس الإيراني محمود احمدي نجاد، ألغى زيارة لتركيا بعد يوم من تحذير قائد الجيش الإيراني من أن نشر صواريخ لحلف شمال الأطلسي على حدود تركيا مع سوريا قد يؤدي إلى نشوب "حرب عالمية".
وكان أحمدي نجاد قد تلقى دعوة من رجب طيب اردوغان- رئيس الوزراء التركي، لزيارة مدينة قونيا الواقعة في وسط تركيا اليوم الاثنين، لحضور احتفال سنوي في ذكرى وفاة الفقيه الصوفي جلال الدين الرومي، الذي عاش في القرن الثالث عشر.
وكان من المتوقع أن يناقش الزعيمان قضايا من بينها الصراع في سوريا، بالإضافة إلى تأثير العقوبات الأمريكية على واردات تركيا من النفط والغاز من إيران، وفرضت هذه العقوبات بسبب البرنامج النووي الإيراني المتنازع عليه.
ونقلت الأناضول، عن مصادر دبلوماسية قولها، إن احمدي نجاد ألغى زيارته بسبب تعارض في جدول مواعيده.
وقال الجنرال حسن فيروز ابادي- قائد القوات المسلحة الإيرانية، يوم السبت، إن اعتزام حلف شمال الأطلسي نشر بطاريات صواريخ "باتريوت" على الحدود السورية التركية يمكن أن يؤدي إلى "حرب عالمية" تشمل أوروبا.
وطلبت تركيا في نوفمبر من الحلف نشر بطاريات"باتريوت" المصممة لاعتراض الصواريخ أو الطائرات، بعد محادثات بشأن كيفية تعزيز أمن حدودها، في أعقاب تعرض أراضيها لإطلاق نار متكرر من أراضي سوريا.
وعلى الرغم من هذه التوترات، تعتمد تركيا على واردات النفط والغاز من إيران، كما أن التجارة استمرت دون عائق إلى حد كبير، وتعتمد تركيا بشكل كبير على الطاقة المستوردة.
وحصلت تركيا على إعفاءات من العقوبات الأمريكية من خلال تقليص مشترياتها من النفط الإيراني، في حين زادت طهران بشكل كبير من مشترياتها من السبائك الذهبية من تركيا، مما أثار قلق واشنطن، واستبعدت إيران من النظام المصرفي العالمي.
وتدفع تركيا ثمن واردات الغاز للمؤسسات الحكومية الإيرانية بالليرة التركية، وقيمة الليرة محدودة في الأسواق الدولية ولكنها مثالية لشراء الذهب في تركيا، وتحظر العقوبات المصرفية الأمريكية والأوروبية الدفع بالدولار أو اليورو.
وقال ظافر جاجلايان- وزير الاقتصاد التركي، خلال جلسة برلمانية لمناقشة الميزانية يوم الجمعة، إن تركيا استوردت خلال أول عشرة أشهر من العام الجاري ذهبا بقيمة 11.9 مليار دولار، باعت 60 في المائة منه لإيران، و30 في المائة لدولة الإمارات العربية، والباقي لدول أوروبية مثل سويسرا.
وقال المسؤولون الأتراك، مرارا إن مبيعات الذهب غير مخالفة للقانون، ويقولون إن شركات خاصة تنفذها؛ ومن ثم فهي غير خاضعة للعقوبات.
ويؤكد جاجلايان، أن تركيا ستواصل استيراد أي نوع من المنتجات على أساس قانوني في إطار الاتفاقيات الدولية.
وقالت وزارة الخارجية الأمريكية: إنها تجري محادثات مع أنقرة بشأن صادراتها من الذهب لإيران.