قرر المغرب، خلال الأيام الثلاثة الأخيرة، ترحيل 93 مهاجرًا من دول جنوب الصحراء؛ آخرهم 27 الخميس سيتم إرسالهم إلى الحدود مع الجزائر، حسبما أفاد مصدر حقوقي لفرانس برس. وقال حسن عماري، مسؤول لجنة الهجرة بفرع الجمعية المغربية لحقوق الإنسان في مدينة وجدة الحدودية مع الجزائر: "إن السلطات رحلت الثلاثاء 27 مهاجرًا، والأربعاء 39 مهاجرًا، وتستكمل الخميس إجراءات 27 آخرين في انتظار ترحيلهم إلى الحدود الجزائرية."
وأضاف عماري: "بلغنا الخميس خبر ترحيل مجموعة من المهاجرين الأفارقة جنوب الصحراء إلى مدينة وجدة (شرق) قدوما من مدينة تاوريرت (شرق) حوالي منتصف النهار، وعاينا وصول حافلتين صغيرتين تنقلان هؤلاء المهاجرين."
وقال: "كان على متن الحافلتين 27 مهاجرا من جنسيات مختلفة لاحظنا بينهم وجود جريحين أحدهم مصاب بجروح بليغة على مستوى الرجل اليمنى ولا يقوى على المشي، وقاصر نيجيري، تمكنت الجمعية من إطلاق سراحه".
من ناحية أخرى، قال بيان لفرع الجمعية بمدينة تاوريرت مساء الأربعاء: "تم فجر الأربعاء مداهمة أحد أماكن تواجد المهاجرين من طرف السلطات العمومية التي تدخلت بشكل وحشي وعنيف، وتم تجريدهم بشكل همجي من كل أمتعتهم وحتى بقايا الطعام".
وأضاف البيان المرفوق بكثير من الصور: "أضرمت السلطات النار في خيامهم البلاستيكية وكل أمتعتهم، ودمرت بشكل هستيري ولا عقلاني حتى تلك الأشجار التي كان يحتمي بها هؤلاء الأفارقة من صقيع البرد".
ويأتي بلاغ الجمعية بعد أسبوع واحد من تصريحات أمحند العنصر وزير الداخلية المغربي في العاصمة السنغالية دكار، حين قال: "إن المغرب يعامل المهاجرين الأفارقة بالحد الأقصى من الإنسانية وسوف يبقى لهم دائما ارض استقبال، وليس في المغرب أية عنصرية تجاههم".
وأدلى وزير الداخلية المغربي بتصريحه خلال مشاركته في الدورة السادسة لقمة المدن والحكومات المحلية الإفريقية التي احتضنتها العاصمة السنغالية، الأسبوع الماضي.
واعتبر بيان الجمعية، أن تدخل السلطات "تعامل لا إنساني ولا قانوني، وانتهاك صارخ لكل الحقوق والأعراف الدولية"، مع حلول الذكرى الرابعة والستين لصدور الإعلان العالمي لحقوق الإنسان، في 10 ديسمبر.