دعيت أسبوعية شارلي إبدو الفرنسية الساخرة للمثول من جديد أمام القضاء بعدما اتهمتها جمعيتان بالتحريض على الكره العرقي، لإقدامها على نشر رسوم كاريكاتورية للنبي محمد (ص) في سبتمبر الماضي، كما قال الجمعة لوكالة فرانس برس محامي الأسبوعية. ويستهدف التبليغ القضائي المرفوع باسم التجمع الديمقراطي الجزائري للسلام والتقدم، والمنظمة العربية المتحدة المنبثقة منه، إلى محكمة الجنح في باريس، المجلة ومديرها ورسامي الكاريكاتير الاثنين فيها.
وتقول هاتان الجمعيتان، إن هدفهما "الدفاع عن الأشخاص المسلمين والعرب ودعمهم"، وتطالبان بمبلغ 780 ألف يورو تعويضا للأضرار، كما يتبين من التبليغ القضائي الذي اطلعت عليه وكالة فرانس برس.
وقد استدعيت شارلي إبدو للمثول أمام القضاء بتهمة الاستفزاز والتحريض على الكره العرقي والقدح والذم.
ويستهدف التبليغ رسوما نشرتها شارلي إبدو في عدد 19 سبتمبر الماضي، الذي نفدت نسخه في اليوم نفسه.
وفي تصريح لفرانس برس، قال محامي الجمعيتين أنطوني بيم: "إنهم يفجرون الأحقاد ضد المسلمين"، معتبرا أن المجلة "استخدمت هذا الإطار من أجل البيع"، وأضاف "الكاريكاتير لا يبيح كل شيء".
وقد أثار نشر هذه الرسوم الكاريكاتورية بعد بث فيلم مسيء للإسلام على شبكة الإنترنت، أسفر عن أعمال عنف في عدد كبير من البلدان، جدلا حادا.
وتستهدف الجهتان المدعيتان، ستة رسوم "مسيئة إلى كرامة واعتبار النبي محمد والديانة الإسلامية".
وقال محامي شارلي إبدو ريشار مالكا، إن المطالب "غير المألوفة" و"الاتهامات" صيغت "كما لو أن هذه الرسوم ستؤخذ في الاعتبار وكما لو أنها لا تنتمي إلى مطبوعة ساخرة"، ومن المقرر، أن تعقد الجلسة الأولى في 29 يناير.
وللأسباب نفسها، رفعت شكوى في 19 سبتمبر إلى نيابة باريس من قبل منظمة تطلق على نفسها اسم "الهيئة السورية من أجل الحرية"، وتقول إنها تتخذ من باريس مقرا، لكن مالكا قال لفرانس برس، إن المجلة لم تتلق منذ ذلك الحين "أي إشعار" حول هذا الموضوع.