شهدت حلقة مساء الخميس، من برنامج "نادي العاصمة" الذي يقدمه الإعلامي أسامة كمال، على القناة الفضائية المصرية، مواجهة ساخنة بين مصطفى الجندي، القيادي بحزب الدستور ومسؤول لجنة التنسيق بين متظاهري ميدان التحرير وجبهة الإنقاذ الوطني، وبين الدكتور ياسر حمزة- أستاذ القانون الدستوري وعضو اللجنة القانونية بحزب الحرية والعدالة، انتهت بأن أقسم الجندي موجهاً حديثه للدكتور ياسر قائلاً: والله ولا هتشوفوها تانى -قاصدًا مقاعد البرلمان- شرط أن تتم الانتخابات البرلمانية المقبلة تحت إشراف قضائي حقيقي، وليس بالتزوير.
وأكد عضو اللجنة القانونية بالحرية والعدالة، على وجود أزمة أو انفصال في الشارع بسبب الإعلان الدستوري، وللكل حق الاعتراض، مشيرًا إلى إن المادة الثانية من الإعلان الدستوري –والخاصة بتحصين قرارات الرئيس وأيضًا الجمعية التأسيسية ومجلس الشورى- كان من الممكن أن تصاغ بشكل أفضل، موضحًا أن الرئيس فسر مسألة التحصين، وقال إن هناك فارق كبير بين أعمال السيادة والقرارات الإدارية، مشيرًا إلى أن المحكمة الدستورية توسعت في سلطاتها.
وأوضح حمزة، أن هناك خلطًا كبيرًا في استنكار تحصين الرئيس للجمعية التأسيسية، في حين أن الهيئة التأسيسية محصنة بذاتها ولا يجوز الطعن عليها أو حلها؛ لأنها فوق السلطات العامة، وأيضًا فوق الرئيس، والخطأ أنه لم يتم تحصينها منذ البداية بالرغم من إنها تنظم عمل السلطات الثلاثة التنفيذية والقضائية وأيضا التشريعية.
في حين شن القيادي البارز بحزب الدستور والبرلماني السابق مصطفى الجندي، هجومًا شرسًا على الرئيس محمد مرسي وجماعة الإخوان المسلمين، قائلاً: "الناس دول لخبطونا، مرة يقولوا لنا شرعية ثورية ومرة يقولوا لنا شرعية دستورية، وعندما نزلوا الميدان في الثورة بعد 4 أيام قالوا الشرعية الثورية ولما دخلوا البرلمان قالوا الشرعية الدستورية، وعندما تم حل البرلمان عادوا مرة أخرى إلى الشرعية الثورية، وبعد انتخاب الرئيس تحدثوا عن الشرعية الدستورية، والآن لتمرير الإعلان الدستوري يتحدثون عن الشرعية الثورية".
ورفض الجندي، كل الاتهامات التي يتم إلصاقها بالثوار، مؤكدًا أن هذا البلد – مصر– يجب أن يحكمه أهله، ووجه كلامه للدكتور مرسي، قائلاً: "لما أنت يا دكتور عايز شرعية ثورية مقلتش الكلام ده ليه للبرادعي وصباحي وأبو الفتوح لما قعدت معاهم؟!".
وذكّر الجندي، الدكتور ياسر حمزة- عضو اللجنة القانونية للحرية والعدالة، بوثيقة "فورمونت" –نسبة إلى فندق فورمونت- والتي وقع عليها الدكتور مرسي بعد أن أكد فيها للثوار، أن «اللجنة التأسيسية لا تعبر عن جموع المصريين، وطالب منهم الوقوف إلى جواره في الانتخابات، وتعهد لهم بإعادة تشكيلها فور نجاحه في السباق الرئاسي».
كما استنكر الجندي، ظهور الرئيس مرسي على منصة المؤيدين له أمام قصر الاتحادية، قائلاً: يا سيادة الرئيس مينفعش تطلع على منصة حد ومتطلعش على منصة ناس تانية"، فرد عليه الدكتور ياسر حمزة، بأن "الرئيس مرسي تعهد بتغير الجمعية التأسيسية لو أصدرت دستورًا لا يعبر عن المصريين"، فراجعه الجندي، عدة مرات مؤكدًا له عدم صحة ما يقول، فقال له حمزة، بأن الرئيس رفض أن يتدخل في الموضوع لأنه لو حل التأسيسية يكون بذلك قد انحاز لفريق على حساب فريق آخر، وعلى كلا الفريقين إقناع الجماهير كل بوجهة نظره، مؤكدًا أن الديمقراطية هي صندوق الانتخاب.
وعندما طرح الإعلامي أسامة كمال، سيناريو الاستفتاء على الدستور، رد الجندي قائلاً: "استفتاء على إيه، وكيف سيتم بدون إشراف قضائي والقضاة علقوا أعمالهم ولن يشاركوا في الاستفتاء؟"، فرد عليه حمزة، بأنه "في النظم الديمقراطية لا يضرب القضاة ولا الشرطة ولا رجال الجيش عن تأدية مهام أعمالهم"، مشيرًا إلى أن كل أشكال التزوير والسلب والنهب تمت في عهد مبارك ولم يعلق القضاة أعمالهم بشأنها.
فيما طالب القيادي بحزب الدستور ومسؤول لجنة التنسيق بين متظاهري ميدان التحرير وجبهة الإنقاذ الوطني، بانسحاب شيخ الأزهر من التأسيسية، قائلاً: أخرج من الأزمة دي يا شيخ الأزهر.. إزاي الكنيسة تنسحب وأنت تفضل في الجمعية.. أنت كده بتقسم البلد"، مؤكدَا على أن الشعب هو الذي أسقط مبارك، وليس قوى سياسية معينة، وإذا شعر الشعب بأن رئيسه لا يسمعه ويمارس معه الديكتاتورية، سيسقطه الشعب ويأتي بمن يعبر عنه.