أطلق مركز البحوث الاجتماعية في الجامعة الأمريكية بالقاهرة، بالتعاون مع وزارة القوى العاملة والهجرة، مشروع طويل الأجل برعاية صندوق الأممالمتحدة للمساواة بين الجنسين، بهدف تمكين المرأة اقتصاديا في منطقة الصالحية بمحافظة الشرقية. وقالت رانيا علاء الدين، الباحثة بمركز البحوث الاجتماعية,إن أحد الركائز الأساسية لمبادرة الصالحية هو الحد من البطالة من خلال توفير فرص التدريب التي يمكن أن توازن ما بين مهارات الناس واحتياجات سوق العمل وتحسن من ظروف عمل النساء العاملات باستخدام وسائل مختلفة، وخاصة القضاء على التمييز بين الجنسين في أماكن العمل.
مضيفاً انه مع حالة عدم الاستقرار الاقتصادي والاجتماعي التي تشهدها مصر، ومع ارتفاع معدلات البطالة، أصبح توفير برامج التدريب وتشجيع المشروعات الحرة في غاية الأهمية، باعتبارها استراتيجيات قصيرة ومتوسطة الأجل." وقد أجرى مركز البحوث الاجتماعية دراسة استقصائية لتحليل الوضع الاقتصادي للمرأة في المنطقة، وتسليط الضوء على احتياجات سوق العمل. درس المركز ظروف عمل المرأة، وأنماط العمل، والعقبات التي تواجهها، ومدى توافر الحماية الاجتماعية.
كشفت نتائج المسح أن 60٪ من الشركات في المنطقة تعتبر عدم توافر المهارات الفنية بين العاملين، العقبة الرئيسية في مناخ الاستثمار. أظهر الاستطلاع أيضاً أن 25% فقط من المشروعات الضخمة توفر فرص التدريب للعاملين، سواء كانوا ذكوراً أو إناثاً. كما أن محدودية فرص التدريب بين الباحثين عن العمل أكثر وضوحاً بين النساء، حيث إن 40% فقط منهن لهن خبرة عمل سابقة مقارنة ب 60% بين الرجال. بالمثل، تميل الإناث الباحثات عن عمل إلي المكوث لفترات أطول دون عمل، حيث تراوحت المدة من عام إلى ثلاثة أعوام، مقارنة مع نظرائهن من الرجال، الذين يمكن أن يقضوا أقل من عام في البحث عن وظيفة. بالإضافة إلى ذلك، كانت 34% من الفتيات الباحثات عن عمل من خريجات الجامعات، مقارنة ب 54% حاصلات علي تعليم فني.
أجرى مركز البحوث الاجتماعية الاستطلاع خلال السنة الأولى من المشروع الذي بدأ عام 2011 ومستمر حتى عام 2014. وبناء على نتائج المسح، أطلقت الوزارة عدداً من برامج التدريب لأكثر من 500 امرأة عاطلة عن العمل ونساء في مجال ريادة الأعمال، بما في ذلك شابات الخريجات اللاتي حصلن علي تعليم متوسط وعالي. تم تدريب النساء على المهارات اللازمة للعثور على وظائف في الصناعات التي تسيطر عليها عادة النساء، بما في ذلك الخياطة والتطريز وتربية الأرانب والدواجن، وصنع المربى، ومحو الأمية المتعلقة باستخدام الحاسب الآلي وريادة الأعمال. وقد استطاعت ستون سيدة ممن تلقين التدريب، بدء الأعمال التجارية الصغيرة الخاصة بهن، مثل فتح محلات الخياطة ومشروعات تربية الأرانب.