حبيبة أحمد مصطفى، 7 سنوات، كانت ضمن من شاهدوا الموت بأعينهم ونجوا منه، وشاهدوا أشلاء وجثث زملائهم، وهم مكتوفو الأيدي في حادث قطار أسيوط المنكوب. قرر الأطباء وضع حبيبة تحت الملاحظة 7 أيام، بعد إجراء الجراحات الخاصة لها وإخراجها من العناية، لم تبكِ ولم تصرخ ورتلت سورتي النجم و«المؤمنون» في سيارة الإسعاف والمستشفى، هكذا قال عنها والدها أحمد مصطفى والأطباء والمسعفون؛ ففي الوقت الذي كان كل الأطفال المصابين الواردين في سيارات الإسعاف يصرخون من شدة الألم والكسور، وبعضهم فاقدو الوعي، كانت الطفلة حبيبة ساكنة لا تبكي ولم تدمع عيناها، وظلت فقط تردد آيات من القرآن، رغم كل ما أصابها من كسور في الحوض واليد والرجل، وكدمات مختلفة في الوجه.
كما أن هناك أصوات لعويل الطفلة «أروى» على السرير المجاور لها، أثناء عملية التغير على الجروح، ولكنها تنفذ هذه العملية بدون إخراج حتى كلمة ألم، كما وصفتها الممرضات اللائي تولين مسؤولية حالتها.