أبدى الممثل ماجد الكدواني، تخوفه على مستقبل الفن "من صانعيه،" في ظل محاربة البعض للمخرجين المبدعين الجدد في ذلك القطاع. وتاليا نص المقابلة:
ماذا عن دورك في فيلم ساعة ونصف؟ هو دور كوميدي، ولكنه كوميديا سوداء لشخصية "صول" في الشرطة، يمثل شريحة كاملة من البشر بفسادهم الذي استشرى بسبب الثلاثين عامًا الماضية، فنراه يتوسل ليزوج أخته العانس من رجل "مقبوض عليه " يلعب دوره أحمد الفيشاوى، ويعرضها عليه وكأنه يبيع سلعه، وقد حاولت جاهدًا أن أضع في العمل خبراتي مع هذه الشريحة من أمناء الشرطة لأخرج بهذه الشخصية.
ودورك في مسرحية "في بيتنا شبح"؟ هو دور شاب ورث مع أبناء عمومته منزل فخم، إلا أن المنزل مسكون بشبح خفي دمر حياتهم ومنعهم من تحقيق حلمهم في حياة جيدة، رغم أنه بيت فخم له تاريخ مشرف وجيرانه يشهدوا بذلك.
هل إحساس الممثل على المسرح مختلف عن السينما؟ أشبه الممثل بقطار المترو الذي تصله الكهرباء من خشبة المسرح فتمنحه حيوية وقوة، أنا درست المسرح في كليه الفنون الجميلة عام 1990، ثم التحقت بالمعهد العالي للفنون المسرحية وتخرجت فيه عام 1995، وعملت في عدة مسرحيات قطاع خاص، وقدمت لمسرح الدولة مسرحية "الإسكافي ملكا" و "في بيتنا شبح" وكل مرة أقف فيها على خشبة المسرح أشعر بسعادة وفخر، خاصة بعد انتهاء العرض وتهافت الجمهور لتحيتي وباقي أبطال العمل، إحساس لا تشعر به إلا على خشبة أبي الفنون.
هل أضفتم للنص خاصة وأنه يواكب أحداثًا كثيرة جرت بعد الثورة وفكرة الطرف الثالث الذي خرب في البلد؟ أقسم إننا لم نضف حرفًا واحدًا كما قرأتها عام 2006، لم نضف عليه أي شيء، وهذه المسرحية انتظرتني ست سنوات لأقدمها، وهي علامة من الله الذي كتب لي النجاح بها وبفريق العمل والمخرج عصام السيد.
هل أنت حزين لأن الدولة ستغلقها بحجة الميزانية؟ مستاء جدًا ولكنني أعرف أن الله سيقف إلى جانبنا، وسيستأنف العرض وسيعوضنا عن مجهود سنة بروفات وسنة أخرى عرض، الفن لا يصلح له بيروقراطية الموظفين، ويكفي أن الناس عادت للمسرح في هذه الأيام الصعبة وبدون دعاية، ولا أدري لماذا يتم إيقاف مسرحية تواكب الأحداث، رغم أن مؤلفها لينين الرملي، كتبها عام 2005.
هل كان أجرك كبيرًا على ميزانية الدولة للمسرح؟ أنا موظف في المسرح القومى، ولم أمثل بعقد خارجي، بل أخذت راتبي ومكافآتي وحوافزي التي تصرف لأي موظف.
لماذا رفضت تقديم حوارات صحفية على مدار ست سنوات؟ لأن إحدى الصحفيات أجرت معي حوارًا ثم خرجت بعناوين لم أذكرها مطلقًا، مما أصابني بشبه عقدة من الصحافة، فامتنعت عن الإدلاء بحوارات صحفية.
هل تملك الآن خبرة تقديم بطولة مطلقة بعد عدم نجاح فيلم "جاي في السريع"؟ لو كان الدور جيدًا وشعرت به، ويقدم رسالة للناس سأقدمه، فيلم "جاى في السريع" كان تجربة أولى للمنتج والمخرج ونقصه الخبرة، وهذا الفيلم يمثل ذكرى خاصة، فقد جاء إلى السيناريو عام 2004، وكانت والدتي رحمها الله في المستشفى بمرضها الأخير، وعندما قرأته شعرت أنه يمس قلب كل الناس وأخي واحد منهم، فقد جاء من أبو ظبي للبحث عن عروسة ومر بنفس مشاكل البطل ولم أصدق كم واقعية وصدق العمل في وصفه لتعقيدات الزواج في مصر.
هل تخشى على مستقبل الفن؟ لا أحد يستطيع أن يقترب من الفن المصري، العالم العربي يعرف اللهجة المصرية من أفلامنا، أنا خايف على الفن من صناعه فالفن يحتاج لنظام، والبلد بأكملها تفتقد للنظام، ولكن حتى لا نكون سلبيين يجب أن نعترف أن الفن الجيد موجود وصناعه بخير، ولكن هناك من لا يزال يقاوم مخرجين من نوعية عمرو سلامة ومحمد دياب وسامح عبد العزيز ووائل إحسان وعمرو عرفة وشريف عرفة ومحمد أمين وغيرهم.
ما هو عملك القادم؟ قرأت ثلاثة أعمال جيدة، فيلم للمخرج الشاب يوسف مرزوق، والأخر لطارق الأمير والثالث للمخرج محمد دياب، الذي سبق وقدم فيلم "678 " ولم أحدد بعد الفيلم الذي سأقدمه.