اتفقت روسيا الاتحادية ودول مجلس التعاون الخليجي -في لقائهما الثاني للحوار الاستراتيجي- على استمرار هذا الحوار من أجل بحث القضايا ذات الاهتمام المشترك، والعمل معاً من خلال التشاور والاجتماعات؛ لإزالة العقبات ونقاط الخلاف، وأن الأزمة السورية، مهما كانت خطيرة، يجب ألا تعيق استمرار التعاون المشترك في مجالات حيوية أخرى عديدة.
جاء ذلك -خلال مؤتمر صحفي مشترك بين الشيخ خالد بن أحمد بن محمد آل خليفة- وزير الخارجية بمملكة البحرين، ونظيره الروسي سيرجى لافروف في ختام جلسة الحوار الاستراتيجى الثانية التي عُقدت ليلة أمس في الرياض بحضور وزراء خارجية دول مجلس التعاون الخليجي ونظيرهم الروسي.
وأخفق الجانبان في ردم "الهوة" بينهما فيما يتعلق بالأزمة السورية، حيث شددت دول الخليج على ضرورة سحب الشرعية من نظام بشار الأسد؛ لأنه فقدها بالفعل منذ بدأ في قتل شعبه، ثم بعد أن حظي ائتلاف المعارضة السورية باعتراف خليجى وعربى وإسلامي ودولي على أنه الممثل الشرعي الوحيد للشعب السوري.
ودعت دول الخليج روسيا إلى دعم هذا الائتلاف والانضمام للمجتمع الدولي في مساعيه لإصدار قرار دولي يسحب الشرعية من نظام بشار الأسد.
من جانبه، قال وزير الخارجية الروسية إن بلاده لا ترى أن المشكلة في بقاء نظام بشار الأسد، الذي أكد على أنه سيعيش ويموت على أرض سوريا، وأن اصرار البعض على إسقاط الأسد يعنى سفك مزيد من الدماء، وشدد "لافروف" على تمسك بلاده بوثيقة جنيف التي تدعو إلى تشكيل هيئة سورية تمثل كافة الأطياف الموالية المعارضة تسعى للعمل معاً للتوصل إلى حل سوري يحقق تطلعات جميع السوريين، وقال "لافروف" إن وثيقة جنيف هى الحل الامثل للازمة السورية؛ لأنها تضمن لكافة الطوائف الدينية والاثنية والعرقية السورية، حقوقها السياسية الاقتصادية، كما تضمن الحفاظ على وحدة وسلامة الأراضى السورية، مشيراً إلى أنه "إذا نجحنا في إقناع كافة الأطراف السورية بالالتزام بهذه الوثيقة فلن تكون هناك حاجة للجوء إلى مجلس الأمن".
وفيما رأت دول الخليج أن الائتلاف المنبثق عن اتفاق الدوحة، يمثل كافة أطياف المعارضة السورية رأى وزير الخارجية الروسية أنه لا يمثل إلا من حضروا اجتماع الدوحة فقط، وأن غالبية المعارضة موجودة داخل سوريا -على حد قوله- ولم تحضر اتفاق الدوحة.
كما بحث الجانبان تطورات الأوضاع على الساحة الفلسطينية، وأعربا عن قلقهما من تصعيد العنف وسفك الدماء، وأصدر المجلس الوزاري الخليجي بياناً شديد اللهجة أدان فيه العدوان الإسرائيلى على الشعب الفلسطيني في غزة، فيما حمّل وزير الخارجية الروسية اللجنة الرباعية المسؤولية عن تدهور الأوضاع لفشلها في اقناع الأطراف بالعودة إلى مائدة المفاوضات ووقف الاستيطان الإسرائيلى في الأراضى المحتلة.