فشلت ثلاث فرق لمكافحة الجراد تابعة لوزارة الزراعة في التصدى لأسراب الجراد القادمة من السودان، والتي هاجمت الزراعات في منطقة حلفا المصرية، وذلك بعد أن غادرت أسراب منها وادي حلفا الواقع في أقصى شمال السودان. وكشفت مصادر مطلعة بالوزارة، أن الدكتور صلاح عبد المؤمن، وزير الزراعة، طلب تقريرًا مفصلا عن وضع الجراد في أسوان، بعد دخول أسراب جديدة مساء أمس الأول ورصد أعداد هائلة من الجراد على أغصان الأشجار، وذلك لاتخاذ الإجراءات اللازمة لمواجهته قبل انتقاله إلى الدلتا، وتسببه في تدمير المحاصيل الزراعية.
من جهته، قال المهندس محسن عبده، رئيس الإدارة المركزية لمكافحة الآفات: "إن الجراد يظهر سنويا على الحدود المصرية السودانية عقب هطول الأمطار نهاية فصل الصيف، وغالبا ما تكون «فلولا» هاربة من فرق المكافحة المصرية العاملة في السودان"، لافتًا إلى أنه يتم القضاء على هذه «الفلول» فورًا؛ برشها بمبيدات مخصصة لها قبل تجاوزها مناطق الحدود.
وأكد عبده، أن هناك 13 قاعدة لمراقبة أسراب الجراد في مناطق بحيرة ناصر ومثلث حلايب وشلاتين ومناطق البحر الأحمر، بالتعاون مع قوات حرس الحدود التي تمد الإدارة المركزية بالمعلومات عن مشاهدات لأي أسراب من الجراد أو الحوريات.
وقال حسن أبو بكر، رئيس قسم المكافحة البيولوجية للآفات بكلية الزراعة جامعة القاهرة: "إن الأسراب التي ظهرت في أسوان والبحر الأحمر لا تمثل خطرًا على الصحة العامة، ولكنها تهدد أية مناطق زراعية؛ لأنها لا تبقي أية مزروعات على الأرض"، مضيفًا أن مصر عضو في منظمة دولية لمكافحة الجراد؛ حيث تتشارك مع الدول المجاورة في تبادل المعلومات عن حركة أسراب الجراد على مساحات جغرافية واسعة، ومن خلال هذه المعلومات يمكن تحديد مسارات الهجرة.
في الوقت ذاته حذرت منظمة الأممالمتحدة للأغذية والزراعة من إمكانية وصول أسراب الجراد الصحراوي من منطقة الساحل في غرب إفريقيا إلى دول الشمال الإفريقي وخاصة ليبيا ودخوله مصر من البوابة الغربية، وذلك بعد أن تشكلت أسراب الجراد في تشاد «جنوب غرب مصر» ومالي والنيجر منذ أسابيع، وتكاثرت بمقدار 250 ضعفًا في تجمعات تلك الدول.
يأتي ذلك بينما تواصل فرق الرصد والمكافحة للجراد بالبحر الأحمر ومنطقة الصعيد انتشارها على المناطق الحدودية الجنوبية؛ لرصد ومكافحة أسراب الجراد الذي يُعرف باسم «الجراد الإفريقي».