طرحت سؤالا عقب مباراة الأهلى والترجى مباشرة فى مقال بعنوان: تعادل بطعم الخردل، وذلك بالنسبة للأهلى، باعتبار أنه بالنسبة للترجى كان تعادلا بطعم الفوز.. طرحت سؤالا لم أجد له إجابة فى أى تحليل للمباراة على كثرة التحليلات وكان: هل كانت تمريرة أحمد فتحى إلى السيد حمدى محسوبة أم كرة ضلت الطريق إلى قدم السيد حمدى؟ هذا ليس انتقاصا من أداء فتحى الذى اخترته من نجوم المباراة، وحصل على درجة ( 8.5 ) فى مقال مطول عن اللقاء. وأكاد أجزم أن الكرة طالت من قدم فتحى إلى قدم حمدى ليسجل منها (لا أمانع فى أن تكون تكريرة مقصودة وأكون على خطأ). وفكرة شعور اللاعبين والمدربين بالانتقاص من قدراتهم ومهاراتهم وألعابهم تسيطر عليهم وعلى الجميع، فكل نقد هو هدم، وكل أمل عند المرضى هو كذب، ولم يقل أحد أبدا أن النقد يعنى أن يجامل الناقد وأن يحرص من ينتقد على ابتلاع تلك المجاملة ومضغها.. هذا ليس صحيحا ولايجب أن يكون صحيحا..
لا أحد إذن يرغب فى ذبح شريف إكرامى. وهو مثل ابنى، لكن عندما يقع حارس مرمى النادى الأهلى فى خطأ ويكرره فى مباريات مصيرية فلابد أن يحاسب على ذلك. وأن يواجه بهذا الخطأ. تلك هى مهمة النقاد. لكن دون إطلاق أحكام مطلقة، يصعب التراجع عنها حين يجيد اللاعب نفسه.. وفى المقابل على اللاعب أن يقبل النقد وأن يتعلم منه، بقدر ما يقبل المديح والثناء على أدائه فى مباريات أخرى..
أما أبوتريكة، فقد ضيع هدفين مؤكدين. وهل كان مطلوبا من الصحافة الرياضية والإعلام الرياضى تجاهل ذلك والبحث عن أسباب ومبررات لخطأ أبوتريكة.. كأن يقال: لأنه كان بعيدا عن الملعب لمدة شهرين؟ هل هذا هو المطلوب.؟ إنه المستحيل قطعا. فكما نال أبوتريكة تلال المديح والحب والتقدير عليه بالمثل أن يقبل النقد.. أما المبالغة فى نقد أبوتريكة فقد سبق وتكررت مع نجوم فى الأهلى وفى غير الأهلى لدرجة مطالبتهم بالاعتزال، ثم تألق هؤلاء، فلم يجد الذين طالبوا النجوم بالاعتزال سوى الاعتماد على أن أحدا لايتذكر..
لكن للأسف هى ظاهرة عامة. لا أحد يقبل النقد. ولا أحد يقبل بأن تكشف الأخطاء التى وقع فيها. إلا أن أسوأ نقد ما يكون بغرض أو انتقاما من لاعب أو مدرب لموقف.. الإعلام الرياضى فى العالم الآخر يكون فى أحيان شديد القسوة فى نقده، وكلنا نتذكر زيدان حين نطح ماتاريزى، فلم يرحم النقاد زيدان ولم يشفع له تاريخه لسلوكه، كذلك قصة المانشيت العريض بعنوان: «الحمار.. جيمس» الذى نشرته صحيفة إنجليزية، بسبب خطأ وقع فيه حارس مرمى منتخب إنجلترا. وقد يكون الحمار فى بريطانيا لا يحمل نفس الدرجة من الإساءة التى يحملها حمارنا الصابر الطيب.. إلا أن الصحيفة اعتذرت فيما بعد على هذا المانشيت.. بينما لم أعرف أن صحيفة مصرية أو عربية اعتذرت يوما بمانشيت على إساءة أو خبر غير صحيح.. وهذا فارق مهم بين هنا وهناك فى جميع الأحوال..