يبدو ان هناك حملة منظمة يقودها الإعلام المصري لإجبار محمد ابوتريكة نجم منتخب مصر ونادي الاهلى وثاني أفضل لاعب في القارة السمراء على الاعتزال بنهاية الموسم الحالي لتكتب نهاية واحد من أساطير الكرة المصرية والعربية والإفريقية طوال التاريخ , حيث تعالت الأصوات في الفترة الأخيرة مطالبة الساحر صانع السعادة حبيب الملايين بالاعتزال بداعي تراجع مستواه ولم تكن الحملة في القنوات والبرامج الفضائية فقط التى لا شغل لها سوى إثارة الفتن بل انتقلت للصحف القومية. فهاهو الكاتب الكبير محمد جاب الله يطالب فى عموده بجريدة الجمهورية ابوتريكة بالاعتزال قائلا "جاحد من ينكر فضل محمد أبو تريكه علي النادي الأهلي ومنتخب مصر.. فقد أثبت خلال سنين لعبه مع النادي والمنتخب انه لاعب من طراز فريد النوع نفيس المعدن حتي استحق بحق لقب أمير القلوب.. فلا يوجد مشجع كرة قدم مصري ينتمي إلي الأهلي أو الزمالك أو الإسماعيلي أو أي ناد آخر إلا وأحب أبو تريكة لأنه لاعب يمتاز بالإخلاص والتفاني.. وعدم الأنانية والتدين الشديد وإذا كانت الجماهير في مصر قد أحبته فإن الجماهير العربية عشقته لأنه كان مفتاح السعادة لكل هذه الجماهير طوال السنوات الماضية مع الأهلي محليا وقاريا ودوليا ومع المنتخب القومي قاريا ودوليا. واضاف جاب الله " أبو تريكة لم يكن لاعبا مجدا فقط طوال هذه السنين فقط لكنه كان نموذجا في العطاء في جميع الأعمال الخيرية مثل الاسهام في بناء المستشفيات والمعاهد والحنو علي الأيتام ومن هنا فإنه يستحق كل الألقاب التي أطلقتها عليه وسائل الاعلام.. وتابع " ولكن لما كان دوام الحال من المحال فإن مستوي أبو تريكة خلال الفترة الماضية مع المنتخب والنادي الأهلي لم يكن بالكيفية التي أحبه الناس من أجلها وبالتالي فهو معرض لأن يخسر كثيرا من محبيه وعشاقه لو استمر بهذا المستوي..ولو قلت انه في حاجة لاستراحة محارب كي يعود مرة أخري ليدافع عن فانلة الأهلي وألوان المنتخب فإن السن لن تسعفه للراحة فالوضع يختلف لو كان شابا في العشرينيات أما الآن فالعودة بعد الاستراحة ربما لن تجدي كثيرا بل إن الاستراحة قد تضر.. وبالتالي فإنه يمكنه أن يخدم الأهلي في مكان آخر ويترك الساحة لواحد من الشبان يستطيع أن يبذل عطاء أكثر وأتمني ألا يغضب أبو تريكه لأنني أحبه كما يحبه الكثيرون ولا أتمني أن يأتي اليوم الذي تطلب فيه الجماهير تغييره أو التخلص منه لأنه لم يعد قادرا علي العطاء في الملعب..فأبو تريكة شاب جامعي مثقف ويمكنه أن يبرع في أي من مجالي التدريب والإدارة بمنتهي السهولة ويومها سيحتفظ بنفس القدر من الحب الذي وهبته له الجماهير وستقف خلفه كما وقفت خلفه كلاعب.. هذا الكلام الذي قلته لأبو تريكة أقوله لكثير من اللاعبين في الأهلي وغيره من الأندية يعرفون جيدا أن قطار العمر الكروي اوشك علي الوقوف في محطته الأخير ة لكنهم يكابرون ويسبحون عكس التيار.. هناك كثير من النجوم في أزمان سابقة كانت الجماهير تتغني بأسمائهم لكنها انصرفت عنهم عندما داهمتهم السن واستكبروا وظنوا أنهم سيفلتون من قبضة الزمن.. من جانبه قال الناقد الرياضى "محمود صبرى " فى مقال تحليل بالاهرام "الأيام الحلوة مع الأهلي انتهت عبارة قالها مانويل جوزيه معللا أسباب اعتذاره عن الاستمرار مع الفريق وتفضيل عقد انجولا آنذاك خاصة, وأن المسئولين في الأهلي او القائمين علي كرة القدم المصرية.
لم ينتبهوا لكلمات العجوز البرتغالي الذي علي مايبدو أنه شعر بهبوب رياح السنوات العجاف للكرة المصرية أفريقيا مع انخفاض مستوي معظم لاعبي الأهلي بجانب العناصر الأخري للمنتخب التي تلعب في الزمالك أو الاسماعيلي أهم ثلاثة راوفد لتدعيم عناصر المنتخب الوطني الذي حاز علي المونديال الأفريقي3 مرات متتالية في زمن قياسي ربما لن تتكرر مرة أخري لان الجيل الحالي بقيادة أبوتريكة وبركات وجمعة والحضري والنحاس وشادي محمد وفتحي وشوقي وأحمد حسن بجانب عمرو زكي وزيدان وحسني عبدربه ومعوض وغيرهم ربما لن تسمح الظروف في الوقت القصير في أن تتواجد مثل هذه المجموعة للمنتخب الوطني والفريق بحجم الأهلي تشكل عناصره75% من تكوين المنتخبات الوطنية. لايستطيع أحد أن يتجاهل حجم الانجازات التي حققها رفاق أبوتريكة وبركات والحضري وجمعة مع الكرة المصرية ومن قبلها الأهلي الذي حكم الكرة الافريقية لعدة سنوات ووصل من خلالها إلي العالمية بالرغم من حالة الانكسار التي كان عليها الزمالك والاسماعيلي اللذان اكتفيا بتقديم بعض الافراد لاتعد علي أصابع اليد الواحدة لايمكن تجاهل دورها لأن أي نجاح يقدم أساسا علي العمل الجماعي ولكن امتلاك الأهلي لافضل مجموعة في السنوات الماضية ساهم كثيرا ووفر الجهد والوقت علي الادارة الفنية للمنتخب الوطني لتحقيق هذه البطولات ولعل تجربة المنتخب الاسباني الحائز علي كأس العالم الأخيرة بجنوب أفريقيا ليست ببعيد بعدما اعتمد ديل بوسكي علي عناصر برشلونة في قيادة المنتخب الذي قدم أروع عمل جماعي قاده الثنائي تشافي واينيستا تبدو المخاوف واضحة من أن تدخل الكرة المصرية النفق المظلم بتساقط أوراق التفوق التي امتلكتها في السنوات الأخيرة عبر هبوط مستوي مجموعة المهارات التي لايستطيع أحد أن يلومها لأنها سنة الحياة, ولكن علي مايبدو أن أحدا لم يلتفت أو يكلف نفسه عناء الشقاء للحفاظ علي هذا التفوق بضرورة مد شريان التواصل والبحث عن عناصر تمنح السقوط في فجوة ستكلف الكرة المصرية الكثير في السنوات المقبلة, يستحق جيل أبوتريكة التكريم وتوجيه الشكر علي ما قدموه من جهد وكانوا بالفعل صناع الفرح لهذا الجمهور الكبير الذي لطالما تغني بهم ولكن أين البدائل, وهو الذي الذي طرحناه كثيرا ولكنه أغضب الكثيرين.. والذي لايعرفه المراقبون أن جوزيه اشترط استمراره مع الأهلي ورهن ذلك بضرورة البحث عن7 لاعبين لايقلون موهبة جيل أبوتريكة ولكن من أين؟ فكرة القدم المصرية أصابها القحط في السنوات السابقة, ولكن السماء حنت فاهدتها مجموعة من اللاعبين المميزين في الوقت المناسب فهي ليست مثل الكرة البرازيلية التي تنجب المواهب كما ينبت العشب الأخضر في الأرض. جسدت أزمة الأهلي وخروجه المفاجيء والمتتالي الموسم الماضي أمام كانو بيلارز بطل نجييريا في دوري أبطال أفريقيا في القاهرة بنتيجة التعادل2/2 بعد تعادل في نيجيريا1/1 وانتقال الأهلي إلي كأس الاتحاد الافريقي, ولكن الصدمة كانت أشد عندما ودع الفريق البطولة علي يد سانتوس الانجولي بضربات الجزاء بعد فوز في القاهرة3/ صفر, وخسارة في انجولا بنفس النتيجة في مفاجأة غير متوقعة والخسارة بضربات الجزاء, و بما كانت كفيلة باعلان المؤشر علي هبوط المنحني بعد تسيد الاندية الافريقية والتربع علي عرشها لسنوات كبيرة بالاضافة إلي رحيل جوزيه كانت رسالة واضحة علي أن المركب انجرفت عن طريقها من شدة الرياح فقفز في المركز الانجولي حفاظا علي صورته الجميلة لانه اكتشف بخبرته ما سيحدث ولكن خروج الأهلي أمام الترجي دق جرس الانذار عن السنوات العجاف الافريقية هل بدأت خاصة وأن الأهلي الفارس الوحيد الذي ينافس في هذا المعترك الافريقي في ظل تخلي الزمالك المنافس الآخر وتراجعه محليا وأفريقيا حيث لم يعرف الفريق الأبيض المشاركات الأفريقية منذ5 سنوات وهو مؤشر سيء علي فقدان احد روافد دعم المنتخب الوطني الذي مازال بنتيجة عن نفسه حتي الآن .