يتجدد النقاش حول المفاضلة بين الكتاب الورقي والكتاب الإلكتروني، مع اقتراب موعد أي من معارض الكتاب العربية.
ومن المنتظر بدء معرض الشارقة، الذي أثار حول هذه القضية الجدل من جديد، التي أصبحت أحد المواضيع الراهنة في المجالس الثقافية الإماراتية، وينقسم القراء بين منتصر للكتاب الورقي ومنتصر للكتاب الإلكتروني، وتجد كل طرف يحاول أن يجمع ميزات النوع الذي يفضله.
يرى المنحازون للورقي، أن أهم ميزة فيه هي حميمية الاتصال بين القارئ وبينه، ويتفننون في وصف تلك الحميمية من ناحية ملامسة الورق، والتحكم في تقليب الصفحات، وكذلك معاينة جماليات الغلاف وفنون خط العناوين على أصالتها التي كتبت بها من دون واسطة إلكترونية، وعدم حاجة الكتاب الورقي إلى الكهرباء أو البطارية لكي يعمل، بعكس الكتاب الإلكتروني الذي يحتاج إلى جهاز يعمل بالكهرباء لكي يكون جاهزًا للقراءة.
كما يستندون أيضًا إلى العوامل الطبية التي تجعل الورقي أفضل، مستشهدين بأن انعكاس الضوء من جهاز القراءة الذي يخزن عليه الكتاب الإلكتروني مضر بصحة البصر، ويحتاج القارئ في هذه الحالة إلى واقيات بصرية تخفف من تأثير الأشعة المنعكسة من الجهاز.
بينما اكتشف أنصار الكتاب الإلكتروني، أن له ميزات كثيرة تجعلهم يفضلونه على الورقي، وهي أنه سهل التخزين والاستعادة، فأجهزة التخزين الإلكترونية تتيح للمرء أن يضع ملايين الكتب في جهاز متناهي الصغر أو في موقع إلكتروني أو على صفحته الخاصة على الإنترنت أو في محفوظات بريده الإلكتروني، مما يمكنه في أي وقت وأي مكان من استعادتها وقراءتها، ويجنبه المشقة التي كان يتكلفها في حمل الكتب الورقية، ونقلها من مكان إلى مكان، وما يصرفه على ذلك من مصاريف مكلفة.
واليوم يعتبر ظهور أجهزة التخزين الإلكترونية أمرًا طبيعيًا في مسيرة تطور أوعية المعلومات، ومن المؤكد أن تلك الأجهزة تتفوق على الورق بميزات كثيرة، كما تفوق الورق على أسلافه من أوعية الأفكار بميزات كثيرة، وتجعلها تلك الميزات وسيلة مثلى لدى قطاعات كثيرة من القراء، ولن ينقص الانتقال إلى الكتاب الإلكتروني من مفهوم (الكتاب) كخلاصة للتفكير الإنساني شيئًا، بل ربما عزز تلك الفكرة ويسر تبادل المعلومة بين الناس.