مع اقتراب الإعلان عن البطريرك ال118 للكرازة المرقسية، عقب انتهاء مرحلة الانتخابات البابوية الحاسمة، أمس الأول، بصعود أسقف عام البحيرة الأنبا تواضروس، وأسقف عام كنائس وسط القاهرة، الأنبا رفائيل، والراهب بدير مارمينا، القمص رافائيل أفا مينا، إلى القرعة الهيكلية، يظهر التحدى الأكبر الذى يواجه البابا الجديد، وهو التصدى لمراكز القوى داخل الكنيسة، حسبما يقول الباحث فى الشئون القبطية، نصر القوصى. ويوضح الباحث أن أبرز الأزمات التى سيواجهها البابا القادم، أيا كان اسمه، هى نفوذ الأنبا يؤانس، سكرتير البابا شنودة، وقوة الأنبا بيشوى، سكرتير المجمع المقدس، مؤكدا أن استبعادهم ستكون محاولة حقيقة للقضاء على مراكز القوة داخل الكنيسة، وإنهاء سطوة رجال الأعمال، الذى تسبب فى انقسام المجمع المقدس إلى عدة فرق، أحدها يؤيد الأنبا يؤانس، والآخر يؤيد الأنبا بيشوى، وثالث قرر عدم حضور اجتماعات المجمع اعتراضا على هذه الصراعات، ورابع يضم أربعة أساقفة يقيمون فى الدير، عقابا لهم على عدم إعلانهم الولاء لبيشوى.
ويحدد القوصى عددا من الخطوات، سيكون على البطريرك القادم اتباعها للتخلص من مراكز القوى داخل الكنيسة، مشيرا إلى أن الخسارة الحقيقية لكل من الأنبا بيشوى والأنبا يؤانس، ليست فى فقدان فرصة الفوز بكرسى البابوية، بعد استبعادهم من مرحلة ما قبل الانتخابات البابوية، لأن «القادم لهم ربما يكون أكثر سوءا».
وينصح القوصى البابا القادم، بأن تكون خطوته الأولى للقضاء على نفوذ الأنبا بيشوى، بإعادة إجراء انتخابات المجمع المقدس، مؤكدا أن سكرتير المجمع سيفقد كرسيه فى هذه الانتخابات، لأن اللائحة المنظمة لها تنص على أن أقصى مدة يجلس فيها أسقف على الكرسى هى 23 سنة، بينما تولاه الأنبا بيشوى على مدى 26 سنة.
أما الخطوة الثانية التى يشير إليها القوصى، ضمن خطوات تقليص نفوذ الأنبا بيشوى، فهى إبعاده عن ملف المحاكمات الكنسية التى يتولاها، وكانت سببا رئيسيا فى زيادة قوته وسطوته على الكنيسة.
ووفقا للقوصى سيكون على البطريرك القادم أن يتخذ خطوة ثالثة، بإصدار قرار يقضى بإعادة الأساقفة المستبعدين إلى إبراشياتهم، وفى هذه الحالة سيتم رفع يد الأنبا بيشوى عن إبراشية المحلة ودشنا.
كما ينصح القوصى بأن يتخذ البطريرك القادم خطوة رابعة لإنهاء نفوذ الأنبا بيشوى، وهى استبعاده من رئاسة الحوار اللاهوتى، وبعدها تتبقى خطوتين أخيرتين هما الإطاحة به من رئاسة دير القديسة دميانة للراهبات، وتعيين راهبة كرئيسة للدير، وفتح ملف الطعون والشكاوى ضده للمجلس الإكليركى فى القاهرة.
ويلخص القوصى خطوات الحد من نفوذ الأنبا يؤانس، فى 4 خطوات، أولها عودة الأساقفة المستبعدين، ومن بينهم أسقف الاقصر المعزول إلى الدير، الأنبا أمونيوس، وهو ما سيفقد الأنبا يؤانس فى هذه الحالة منصبه كنائب بابوى لإبراشية الأقصر، أما الخطوة الثانية فهى أن يستعين البابا الجديد بمذكرة أقباط الأقصر الأنبا باخوميوس، بشأن أديرة مار جرجس والشايب والمحارب، لتكون تحت إشراف الأسقف المستبعد.
أما الخطوة الثالثة، والأكثر خطورة، بحسب القوصى، فهى أن يفتح البابا القادم تحقيقا مع الأنبا يؤانس حول ما تردد فى وسائل الإعلام، عن استيلائه على مبلغ 3 ملايين و225 ألف جنيه من أحد الرهبان قبل وفاته.
وبحسب القوصى، فإن الخطوة الأخيرة للإطاحة بالأنبا يؤانس، هى أن يتصدى البابا القادم لوقوف العديد من رجال الأعمال ورائه، وعلى رأسهم رجل الأعمال ثروت باسيلى، بالإضافة إلى ملياردير الأقصر ممدوح فيليب.