سلطت صحيفة "ديلي تليجراف" البريطانية، الضوء على فرص ميت رومني- مرشح الحزب الجمهوري في الانتخابات الأمريكية، خلال المناظرة الرئاسية المقبلة، مشددة على ضرورة استغلال رومني هجوم بنغازى؛ من أجل الفوز على أوباما في السياسة الخارجية.
واستهلت الصحيفة تقرير -أوردته أمس الأحد على موقعها الألكتروني- بأنه على الرغم أنه من الواضح أن رومني يدخل مناظرة الغد وهو صاحب الفرص الأضعف، فإن مقتل السفير الأمريكى فى ليبيا الشهر الماضي، منحه فرصة وصفتها ب"الذهبية" لمهاجمة منافسه الرئيس باراك أوباما.
ونوهت الصحيفة إلى أن الصورة غير الجيدة، التي ظهرت عليها إدارة أوباما في كيفية إدارة كارثة بنغازي في الأسابيع الأخيرة، أضعفت مزاعم "أوباما" بأنه الشخص الواقعي صاحب الأعصاب الهادئة الذي يدافع عن أمن بلاده في الوقت الذي يخلصها من حرب باهظة الثمن لا يمكن الفوز بها -في إشارة إلى الحرب بالعراق وأفغانستان- وأضافت الصحيفة، أنه إذا كان رفض إدارة أوباما المطالبات بإرسال تعزيزات أمنية إلى ليبيا ووقوع الهجمات المسلحة في وضح النهار، يبدو شيئا سيئا لأوباما، فإن محاولة إدارته التظاهر بأن الهجوم كان تظاهرة عفوية لحفظ ماء وجهها، يبدو الشيء الأكثر سوءاً.
وعادت الصحيفة للحديث عن الورقة الرابحة التي سيلعب بها "رومني" ضد أوباما في المناظرة القادمة، قائلة إن لديه فرصة في تثبيت التهمتين السابقتين على إدارة أوباما.
كما نقلت الصحيفة عن يتشارد جرينيل- الخبير الإستراتيجي الجمهوري، الذي كان يعمل مستشاراً للشؤون الخارجية في حملة "رومني" قوله "إن رومني يحتاج فى مناظرة الغد إلى إظهار أن افتقاد أوباما للقيادة لا يقف فقط عند حدود الدولة".
وأضافت صحيفة "ديلي تليجراف" البريطانية، أنه إذا نجح رومني فى مناظرته الثالثة والاخيرة مع أوباما، فمن الممكن أن يحول كارثة بنغازى إلى استفتاء أوسع على قيادة أوباما فى الداخل والخارج، حيث يتهمه الجمهوريون بأنه فشل باستمرار فى التأكيد على الهيمنة الأمريكية في أغلب القضايا المهمة مثل (سوريا وإيران وليبيا ومصر والصين).
بيد أن الصحيفة عادت لتؤكد أن تلك الورقة التى سيلعب بها رومني خلال المناظرة الرئاسية غداً لن تخلو من المخاطر بالنسبة له، حيث إنه حاول مرتين خلال حملته الانتخابية الاستفادة سياسياً من كارثة بنغازى، إلا أنه فشل في المرتين بشكل علنى وصريح.
ففى المرة الأولى، دعا رومنى إلى عقد مؤتمر صحفى غير مدروس، فى غضون ساعة من الإعلان عن مقتل كريستوفر ستيفنز- السفير الأمريكى فى بنغازى، وواجه اتهامات بأنه يستخدم السياسة والأمن القومى، وهو ما أطلقت عليه الصحيفة "الخطيئة التي لا تغتفر".
والمرة الثانية كانت أثناء المناظرة الرئاسية الثانية فى نيويورك الأسبوع الماضى، عندما حاول خلالها "رومنى" أن يُثبت أن "أوباما" ضلل مواطنيه فيما يتعلق بأحداث بنغازى، بيد أنه لم يكن ملماً بشكل كامل بما قاله أوباما في حديقة البيت الأبيض "روز جاردن" عن أن الحادث كان عملاً إرهابياً، وقامت مديرة الحوار بتصحيح المعلومة لرومنى.
كما أشارت الصحيفة، إلى أن "أوباما" سيرد على "رومني" من خلال تذكيره خلال المناظرة بتلك الأخطاء، وأيضاً بزيارته الكارثية إلى بريطانيا قبيل بدء دورة الألعاب الأولمبية، حيث لم يلق وقتها ترحيباً من كل من رئيس الوزراء البريطانى- ديفيد كاميرون، وعمدة لندن، ليبين أنه رجل يفتقد للرؤية الثاقبة التى يتطلبها منصب الرئيس.