بعد ساعات من اعتراف رئاسة الجمهورية رسميا، بصحة الخطاب الموجه من رئيس الجمهورية محمد مرسى، إلى الرئيس الإسرائيلى شيمون بيريز، بمناسبة تعيين السفير المصرى الجديد فى إسرائيل، عاطف سالم، شهد موقع التواصل الاجتماعى «فيس بوك»، عاصفة من الانتقادات لكل من مرسى، وجماعة الإخوان المسلمين التى ينتمى إليها.
ورصد نشطاء المواقف المتناقضة لمرسى من إسرائيل، قبل فوزه بالرئاسة، وبعد تنصيبه رئيسا، كما نشرت عدة صفحات على فيس بوك، نص خطاب مرسى إلى بيريز، الذى تضمن عبارات «حميمية»، بحسب الصفحات، والتى أرفقت مع الخطاب تعليقا نقله موقع «إخوان أون لاين» عن مرسى، فى عام 2009، حينما كان يشغل وقتها منصب عضو بمكتب الإرشاد، ردا على زيارة رئيس الوزراء الإسرائيلى، بنيامين نتنياهو، إلى مصر، حيث قال وقتها «زيارة نتنياهو مرفوضة.. والمقاومة هى الحل».
أما مضمنون الخبر الذى نشره موقع الإخوان وقتها، فكان نصه «أكد الدكتور محمد مرسى عضو مكتب الإرشاد فى جماعة الإخوان المسلمين، رفضه التام لزيارة السفاح الصهيونى نتنياهو، وكل صهيونى آخر إلى القاهرة، مشددا على أن أبناء مصر الشرفاء يرفضون هذه الزيارات من قِبل هؤلاء الصهاينة، الذين كانت ومازالت أيديهم ملطخة بدماء الأبرياء فى مصر وفلسطين ولبنان وسوريا».
ودعا مرسى وقتها «الشعوب العربية والإسلامية إلى عدم تصديق الصهاينة، أو الانسياق وراء الدعوات الصهيونية والأمريكية حول السلام المزعوم، الذى لا يتحقق فى ظل هذا الانحياز الأمريكى للكيان الصهيونى، ودعمه بكل الوسائل والسبل»، كما وجه فى الخبر نفسه، «التحية إلى المقاومة الفلسطينية الباسلة، التى كانت لها كلمةٌ واضحةٌ وقويةٌ، واستطاعت أن توقف غرور الصهاينة، وأن توجد توازنا جديدا للقوى فى منطقة الصراع الملتهب فى الشرق الأوسط».
ودارت الانتقادات بين موقفى مرسى أثناء عضويته لمكتب الإرشاد، ومرسى أثناء رئاسته لمصر، فى المقارنة بين وصفه لنتنياهو فى 2009، ب«السفاح الصهيونى»، ولإسرائيل ب«الكيان الصهيونى المغتصب لأرض العروبة والإسلام فى فلسطين»، وبين وصفه لبيريز، فى عام 2012، ب«صاحب الفخامة السيد شيمون بيريز، رئيس دولة إسرائيل، عزيزى وصديقى العظيم»، وإشادته ب«علاقات المحبة التى تربط بين مصر وإسرائيل»، وتكراره كلمة «فخامتكم»، أربع مرات، فى الخطاب المكوّن من فقرتين، والذى أنهاه بقوله «لى الشرف أن أعرب لفخامتكم عما أتمناه لشخصكم من السعادة ولبلادكم من الرغد».
ومع استمرار النقد اللاذع لنص خطاب مرسى إلى بيريز، لم يجد أنصار الرئيس ما يبررون به الخطاب، الذى وصفه النائب السابق لمرشد الإخوان المسلمين، الدكتور محمد حبيب، عبر حسابه على موقع تويتر بأنه «فضيحة لا يمكن تبريرها».