سلم الشيخ عبد الرحمن بن عبد العزيز السديس، الرئيس العام لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي، اليوم الأربعاء، كسوة الكعبة لكبير سدنة بيت الله الحرام، الشيخ عبد القادر الشيبي، جريا على العادة السنوية التي تتم في مثل هذا اليوم من كل عام، ليتم تركيبها على الكعبة المشرفة في اليوم التاسع من شهر ذي الحجة بدلا من الكسوة الحالية. وأعادت مناسبة تسليم كسوة الكعبة لكبير السدنة، الحديث عن تاريخ كسوة الكعبة التي كانت تعد من فضائل ومفاخر العرب في مختلف العصور، حيث اهتم العرب منذ زمن بناء الكعبة بكسوتها، وكان ذلك مباحا لكل من يريد أن يكسو الكعبة متى شاء، ومن أي نوع شاء، وكانت الكسوة توضع على الكعبة فوق بعضها، فإذا ثقلت أو بليت أزيلت عنها.
مرت كسوة الكعبة بمراحل قبل الإسلام وبعده، وسجل التاريخ معلومات عن أشكال كسوة الكعبة، والقادة الذين أسهموا في كسوتها، ولعل أبرزها ما قام به الملك عبد العزيز من عمل لكسوة الكعبة في ظروف صعبة، بعد أن امتنعت الحكومة المصرية عن إرسال كسوة الكعبة المعتادة، ولم يتم إشعار الحكومة السعودية بذلك إلا قبيل موسم الحج عام 1345 هجرية بتسعة أيام.
وفي ذلك الحين، أصدر الملك عبد العزيز أوامره بعمل كسوة للكعبة على وجه السرعة، فلم يأت اليوم الموعود لكسوة الكعبة، وهو يوم النحر العاشر من ذي الحجة من عام 1345 هجرية، إلا وعلى الكعبة تلك الكسوة التي عملت في بضعة أيام.
ويشار إلى أنه تم إنشاء معمل لكسوة الكعبة في عهد الملك المؤسس في السعودية، وتم تطويره حاليا، وتبلغ تكلفة كسوة الكعبة 20 مليون ريال، وتستهلك 670 كيلوجراماً من الحرير الخام الذي تتم صباغته داخل المصنع باللون الأسود.