بدأ مشروع "ذاكرة البحر المتوسط"، منذ ما يقرب من أربع سنوات، بمبادرة من المعهد الوطني الفرنسي للسمعيات والبصريات، وبتمويل من الاتحاد الأوروبي، كجزء من برنامج التراث الأوروبي المتوسطي الرابع، ومن المقرر إطلاق الموقع الإلكتروني للمشروع في أكتوبر الجاري.
يهدف المشروع الذي يطلق عليه "ميد ميم"، إلى حماية وتعزيز الذاكرة السمعية البصرية في البحر الأبيض المتوسط، والمحافظة على التراث الثقافي المهدد بالاندثار، ونشر الوعي بالجوانب القانونية المتضمنة في طرق المحافظة على هذا التراث، وذلك بإنشاء موقع إلكتروني بثلاث لغات (الفرنسية والإنجليزية والعربية) للمحفوظات السمعية والبصرية الأورومتوسطية ذات الطابع الثقافي والتعليمي والعلمي، والتي تبلغ حوالي 4000 من الوثائق.
ويسعى المشروع إلى إتاحة الأرشيفات السمعية والبصرية لأكثر من 18 مؤسسة شريكة، منهم مكتبة الإسكندرية، للجمهور على الإنترنت، إدراكًا من القائمين على المشروع بأن التراث السمعي والبصري لدول البحر الأبيض المتوسط هو قيمة عظيمة يمكنها دعم التفاهم المشترك والحوار متعدد الثقافات.
ويشكل موقع "ميد ميم" المستقبلي، أول قاعدة بيانات مخصصة للتراث المادي والمعنوي للبحر الأبيض المتوسط، ويتطلع الموقع إلى أن يصبح مرجعًا في مجال التراث السمعي البصري المتوسطي، وأن ينهض بحماية المحفوظات، ويساعد على تعزيز الحوار بين الثقافات، والتفاهم المتبادل، وأن يكون فرصة لاكتشاف وتبادل وإعادة الاعتبار للتراث السمعي البصري.
كما يهدف إلى إتاحة معلومات عن السياق التاريخي والثقافي لكل وثيقة، وسيتم الوصول إلى الوثائق من خلال خريطة تفاعلية، ولوحة زمنية مصورة، أو من خلال قوائم مصنفة تتضمن مقاييس بحث مختلفة.
كما يسعى الموقع إلى جذب أكبر عدد من المساهمين المحتملين ومالكي الأرشيفات، الذين يرغبون في المساهمة في إثراء رصيد "ميد ميم".
وتتمثل أهداف مشروع "ميد ميم" في تحفيز الحوار بين الثقافات، وفهم التاريخ المشترك وسط شعوب منطقة البحر الأبيض المتوسط، وتشجيع وتسهيل وضع استراتيجية الحفاظ على هذا التراث السمعي البصري في منطقة البحر الأبيض المتوسط، من قبل أمناء على هذا الأرشيف السمعي البصري.