ستعود أكبر شركتين للصناعات الفضائية في أوروبا للبحث عن استراتيجيات جديدة، بعد أن أجهضت ألمانيا اندماجهما؛ لتأسيس أكبر شركة طيران وسلاح في العالم.
وقد ينتهي المطاف بشركة بي.إيه.إي سيستمز البريطانية، التي تحقق نصف إيراداتها تقريبًا من بيع السلاح لوزارة الدفاع الأمريكية (البنتاجون) إلى أن تصبح هي نفسها هدف عملية استحواذ بعد أن فشلت في إبرام صفقة بقيمة 45 مليار دولار مع شركة إي.إيه.دي.إس الفرنسية الألمانية، التي تصنع طائرات إيرباص المدنية.
وأبدى المساهمون في إي.إيه.دي.إس، ارتياحهم لانهيار الصفقة؛ خوفًا على استثماراتهم في شركة ناجحة تنتج الطائرات المدنية من المغامرة بالدخول في سوق السلاح التي تشهد تراجعًا، وارتفع سهم إي.إيه.دي.إس 5.29%، أمس الأربعاء، في حين هبط سهم بي.إيه.إي 1.38%.
غير أن انهيار صفقة الاندماج، يمثل انتكاسة لتوم أندرس، رئيس إي.إيه.دي.إس، الذي كان يأمل أن يخفف الاندماج من السيطرة السياسية لبرلين وباريس على شركته.
وساندت بريطانيا وفرنسا الاندماج، لكن لم تُبدِ ألمانيا ترحيبًا به على الإطلاق، على الرغم من إعلان الشركة أنها مستعدة للتعهد بالإبقاء على الوظائف، والسماح لبرلين بحصة كبيرة، وتنفيذ شروط أخرى.
وقال مسؤول ألماني بارز: "بدأنا نسأل أنفسنا، هل لهذه الصفقة معنى فعلا؟" وأضاف: "السوق تتراجع، والمستثمرون يعارضونها، ووفورات الاندماج لا تبدو واضحة، وكذلك القدرة على دخول السوق الأمريكية بهذه الحصص الحكومية الكبيرة."
وكانت بي.إيه.إي، وهي شركة خاصة تتمتع بقدرة متميزة على الحصول على عقود البنتاجون، ستحتاج لأن تحد ألمانيا وفرنسا من سيطرتهما على الشركة المدمجة؛ لتفادي إثارة حفيظة واشنطن، التي لا تريد أن يكون لحكومات أجنبية نفوذ على عقودها الدفاعية.