ربما لم يعش كاتب حياة الرعب التي عاشها الروائي البريطاني سلمان رشدي، فلمدة 13 عامًا ظل الكاتب ذو الأصل الهندي مختفيًا عن الأنظار، بعد محاولة اغتياله عام 1989، استجابة لفتوى أصدرها الزعيم الإيراني الراحل آية الله الخميني.
لم ينفعل رشدي عندما تلقى خبر فتوى إهدار دمه... التي أصدرها آية الله الخميني عام 1989، بسبب كتاب "آيات شيطانية"، الذي اعتبره الخميني إهانة للإسلام.
مازال رشدي يتذكر أن ذلك اليوم، كان يوم عيد الحب... منذ ذلك الوقت يعيش رشدي حياة مهددة بالخطر، وحتى أيام قليلة ماضية ارتفعت المكافأة المالية لقتله إلى 3.3 ملايين دولار أمريكي....ويعلق على هذا بشكل ساخر قائلا: "سيشكل الأمر بالتأكيد خيبة أمل قوية للقاتل، لأنهم في الغالب لا يتوفرون على هذا المبلغ".
قدِم سلمان إلى برلين لتقديم سيرته الذاتية، التي عنوانها "جوزيف أنطون"، وهو عنوان يرمز للاسمين الأولين للكاتبين المفضلين عند رشدي، وهما جوزيف كونراد، وأنطون تشيكوف... وهو الاسم أيضًا الذي اتخذه رشدي للتخفي ولحماية نفسه.
في هذا الكتاب استخدم رشدي اسمًا آخر وضمير المفرد الغائب للحديث عن نفسه... وهو أمر يخلق التباسًا أوليًا لدى القارئ، لكنه أسلوب أدبي يجعل الكاتب يأخذ مسافة من الأحداث التي عاشها هو نفسه.
ويقول رشدي: "إنها قصة حياة، وينبغي للمرء أن يقول الحقيقة." ويتابع رشدي: "الأمر متعلق بمخلوق إنساني حقيقي، وليس ببطل هوليودي."
حاول سلمان رشدي في سيرته تناول كل شيء، حتى الأمور التي يراها طبيعية وخارجة عن حياة الخوف والتهديد، كما حاول سرد الأحداث بنوع من السخرية.
لقد عاش رشدي هذه السنوات بفقدان تام للحرية، خاصة عندما كان يختبئ مع حراسه الشخصيين، لقد حاول أيضًا أن يحافظ على علاقته بأبنائه، يقول رشدي عن ابنه سافار: "لقد كان يسألني خلال اتصالاتنا الهاتفية: أبي هل نحصل في يوم ما على بيت نستطيع البقاء فيه".