انطلقت الدورة الثانية عشرة من مهرجان بيروت الدولي للسينما، بمشاركة 57 فيلمًا نصفهم من أفلام الشرق الأوسط والأفلام الوثائقية.
يكرس المهرجان الذي انطلق أمس الأربعاء، ويستمر حتى 11 من الشهر الجاري للمرة الأولى قسمًا خاصًا بالأفلام المتعلقة بحقوق الإنسان، وقسمًا للمخرجين الشباب، وقد طغى على برنامج المهرجان الأفلام التي توثق الثورات العربية.
وقال إيلي فهد، وهو أصغر المخرجين المشاركين في المهرجان بفيلم مدته 14 دقيقة، يروي خلالها قصة "جوليا"، التي تحلم بالنجومية والتمثيل، وهي في السبعين من عمرها: "إن حلم طفولته تحقق بإنتاج هذا الفيلم، وإنه قرر اختيار قصصًا عن الأحلام فهي بالنسبة له لا تموت أبدًا".
وخصصت الدورة الثانية عشرة لمهرجان بيروت الدولي للسينما للمرة الأولى قسمًا للأفلام، التي تتناول حقوق الإنسان بالتعاون مع منظمة هيومن رايتس ووتش.
ويعرض ضمن المهرجان أربعة أفلام منها الوثائقي "ثمن الجنس" للبلغارية ميمي شاكاروفا، و"رئيس الجزيرة" للأمريكي جو شينك.
لكن الملفت هذا العام الأفلام التي وثقت الثورات العربية، وبشكل خاص ثورة الخامس والعشرين من يناير في مصر.
وتقول مديرة المهرجان ، كوليت نوفل: "إن المهرجان عندما بدأ عام 1997، كان البلد يتعافى من سنين الحرب الطويلة، وفي الأعوام الأربعة الأولى كانت الأفلام كلها عن الحرب اللبنانية، أما اليوم وفي ظل الانقلابات والتغيرات الحاصلة في المنطقة، فمن الطبيعي أن يركز المخرجون العرب على ما يجري من حولهم من تغيرات، وقد حصلنا على عدد كبير من الطلبات لأفلام مصرية، تتناول الثورة هناك من زوايا مختلفة".
وتوزعت الأفلام في المهرجان على سبع فئات؛ من بينها مسابقتان لأفلام الشرق أوسطية القصيرة والوثائقية.
وهنا يبرز فيلم للمخرجة اللبنانية كاتيا جرجورة "باي باي مبارك"، الذي يتناول الانتخابات البرلمانية الأخيرة، التي أجريت في نوفمبر 2010، وما تلاها من احتجاجات كانت الفتيل الذي أشعل الثورة.
وفي المسابقة أيضًا فيلم "أمل" للمخرجة الإماراتية نجوم الغاني، وفيلم "عيون الحرية.. شارع الموت" للمخرجين الشقيقين أحمد صلاح سوني ورمضان صلاح.
وحالت الأوضاع الأمنية دون قدوم المخرجين والمخرجات العرب إلى لبنان؛ للمشاركة في المهرجان، لكن أعمالهم كانت حاضرة بقوة.
وأصر القائمون على المهرجان على تنظيمه، على الرغم من الاضطرابات الحاصلة في المنطقة، وتغيب جميع المخرجين والمخرجات، فهم ارتأوا أنها فرصة مناسبة للتأكيد على أن لبنان ما زال فسحة للنشاطات الثقافية في ظل ظروف متقلبة.