أعلنت الهيئة العربية للمسرح في الشارقة أسماء الكتاب الذين فازت نصوصهم في النسخة الرابعة من مسابقة التأليف المسرحي للكبار والصغار.
فاز بالجائزة الأولى الكاتب ضاهر عيطة في مسابقة تأليف النص المسرحي للطفل عن نصه "براءة بحار" الذي يطرح قصتين متوازيتين متقاطعتين ضمن حبكة متماسكة تقوم على وجود "لغز".
يحكى النص عن الصغيرة "راما" التي تعشق البحر رغم أنها لم تره قبلاً، لدرجة أنه وأمواجه لا يفارقان خيالها، فصنعت واحدا صغيرا لها وسيّرت سفنها الورقية على سطحه إلى أن زارته فعلاً في الحلم وفي الواقع.
نجد أن اللغة المستخدمة بالنص فصيحة بسيطة ومفهومة، تشكّل بتراكيبها صورا جميلة لخيال الأطفال، كما أنها في كثيرٍ من الأماكن بدت شعريةً غنائية تزيد من الحماسة عند قراءة النص.
يتضح إهمال كتابٌ كثيرين أثناء كتابتهم مسرحيات أوقصص للأطفال، عقل الطفل وقدرته على المحاكة.
حاول ضاهر عيطة فى روايته أن يأخذ قرَّاءه من الأطفال إلى طريق يحكّمون فيه عقولهم وفق معادلة تستند إلى أحداث من الواقع المعاصر والتاريخ القديم ضمن صيغة جمالية قامت عليها بنية النص.
أجاب الكاتب ضاهر عيطة عن كيفية معالجة الرواية قائلاً: "لم أفكر وأنا أعالج الشخصية الرئيسية للرواية أن أقدّم للأطفال شخصية على أنها تاريخية، وتحمل أبعادا خاصة بها، لكننى إنما جاهدت لأجعلها كأية شخصية مسرحية موجودة ضمن حكاية، تبلغ مدى جماليتها من خلال كيفية الطرح، فلا يعنيني كثيرا أن أقدّم وعيا تاريخيا للأطفال بقدر ما يعنيني تقديم وعي جماليّ، الذي إن تحقق يغدو الأمر التاريخي تحصيل حاصل".
وأوضح أنّه لا يتوجّه من خلال النص إلى شريحةٍ عمرية دون أخرى، شارحا: "لا أجد أن هناك شريحة عمرية واحدة قد تتساوى في وعيها، فهناك تفاوتٌ كبير بين الأفراد المنتمين لأية شريحة.
أجاب فيما يخص منحه الجائزة إنه اليوم يهدي نجاحه وجائزته إلى سوريا الجريحة وأطفالها الذين رحلوا، ويقول: "لو أمكن لي توزيع أفراحي على الأمهات اللواتي فجعن بموت أطفالهن لما ترددت لحظة.
يفكّر ضاهر عيطة حاليا بكتابة نص مسرحي عن أطفال سوريا الذين وخلال عام ونصف العام، عانوا الكثير من ويلات القتل والاعتقال والتشريد، لكنه يرفض الحديث عن الموضوع الآن، لأن النص في مرحلة النمو الجنيني حسب قوله.