نجد في فرنسا أكبر مطربة في تاريخهم المعاصر، تعادل موهبة أم كلثوم في الشرق هي "أديث بياف"، التي يحلو للبعض أن يطلق عليها اسم "أم كلثوم فرنسا"، وهي تعتبر "صوتًا جاء من أعماق الشعب".
تستقبل المكتبة الفرنسية كتابًا جديدًا عن "أم كلثوم فرنسا" بعنوان :"على لحن من ألحان بياف"، أثار اهتمامًا في الصحافة الثقافية الغربية، التي استعادت بشجن ذكريات حياة فنانة توصف بأنها "أعظم مطربة في تاريخ فرنسا".
وُلدت أديث بياف في التاسع عشر من ديسمبر عام 1951، وتوفيت في الحادي عشر من أكتوبر عام 1963 لتقترب ذكرى رحيلها التاسعة والأربعين.
يعد مؤلف الكتاب الجديد دافيد لوليه، ناقدًا متخصصًا في المسرح وتاريخ الغناء الفرنسي، ويقدم في كتابه تحليلا ثقافيًا ممتعًا ولحنًا للهوى والوجد حول أسطورة الغناء التي أمتعت الملايين في فرنسا والعالم بفنها.
تعتبر أديث بياف فنانة عصامية بلغت بإبداعها وموهبتها قمة الغناء في فرنسا، منذ أن اكتشف والدها البسيط الذي يقدم ألعابًا بهلوانية منذ طفولتها البائسة جمال صوتها، وهي تشدو بأغانٍ فرنسية قديمة، فيما يرصد الكتاب الجديد وقائع رحلتها المثيرة من الشوارع الباريسية إلى أعظم المسارح ودور الأوبرا في باريس والعالم.
تمتد أوجه التشابه اللافت بين "أم كلثوم مصر" التي كان شعراء في قامة أحمد رامي يفخرون بأنها تشدو بكلماتهم وبين أديث بياف أو "أم كلثوم فرنسا" التي استحوذت بدورها على إعجاب كبار المثقفين الفرنسيين، مثل الكاتب الكبير جان كوكتو، الذي كان يكتب مسرحيات خصيصًا لها.
وكما يوضح الكتاب الجديد، فإن جان كوتو هو الذي أطلق على أديث بياف لقب "أميرة الغناء الفرنسي" فيما يتجول المؤلف دافيد لوليه عبر أروقة مشاهير الرجال الذين هاموا حبًا بمطربة صعدت بموهبتها من حضيض الشقاء لذروة المجد.
تستحق أديث بياف العديد من الكتب الرفيعة المستوى، مثل الكتاب الجديد "على لحن من ألحان بياف" تمامًا كما استحقت فيلمًا عن سيرتها الذاتية عُرض في عام 2007 بعنوان "الحياة الوردية"، وفازت بطلته الممثلة الفرنسية ماريون كوتيار بجائزة أوسكار.