يأمل قادة الجيش السوري الحر المعارض في أن يؤدي نقل قيادتهم من تركيا إلى الأراضي السورية إلى زيادة فعالية قوة المعارضة، غير أن التحدي الذي يتمثل في توحيد صفوف المقاتلين أكثر صعوبة من أي وقت مضى.
وقال رياض الأسعد، قائد الجيش السوري الحر، أمس السبت: "إن الجيش الذي يجمع تحت لوائه العديد من الخصوم المسلحين للرئيس السوري بشار الأسد نقل قيادته إلى الأراضي الخاضعة لسيطرة المعارضة في شمال سوريا للمرة الأولى".
وقال مصدر معارض قريب من الأسعد، وهو ضابط برتبة عقيد انشق عن الجيش السوري في أوائل الانتفاضة السورية التي اندلعت قبل 18 شهرًا: "إن وجود القيادة في الداخل سيوفر اتصالا أوثق بالألوية على الأرض ويساعد الأسعد على اتخاذ القرارات".
فغياب الأسعد عن ساحة القتال، وإقامته في تركيا تسببا في الحد من سلطاته، وقال العديد من المقاتلين، وبينهم من ينتمون إلى الجيش السوري الحر: "إنهم لن يستجيبوا لأوامر ضابط في المنفى".
وقال المصدر المعارض: "أحد أسباب العودة إلى سوريا هو أنه كلما تحدث الأسعد تسمع أصوات تقول: (أنت تمكث في خيمتك بتركيا ونحن نخوض القتال)".
مضيفًا أن عملية نقل القيادة "ستسكت تلك الأصوات"، ووزع التسجيل المصور الذي أعلن فيه الأسعد نقل قيادة لواء الأمة، الذي يقول إنه يضم ستة آلاف مقاتل، وينشط بشكل أساسي في محافظة إدلب، التي ستتمركز فيها قيادة الجيش السوري الحر.
وأشار المصدر إلى أن الانتقال إلى سوريا سيسمح للجيش السوري الحر بإعادة هيكلة قيادته، ولكنه لم يكشف عن أي تفاصيل، ويقاتل مسلحون آخرون خارج مظلة الجيش السوري الحر تمامًا مما دفع إلى بعض المحاولات؛ لتوحيد صفوف المقاتلين بما في ذلك الإعلان عن "جيش وطني" بقيادة محمد الحاج علي، وهو ضابط برتبة لواء انشق عن الجيش السوري وفر إلى الأردن.
وذكر معارض يشارك في جهود أخرى؛ لجمع المقاتلين تحت راية واحدة أن نقل قيادة الجيش السوري الحر لن يؤخذ على محمل الجد، وأضاف أنه استعراض إعلامي، ولن يقيم الأسعد في إدلب سوى بضعة أيام، وسيعود بعدها إلى خيمته، لكننا نسعد بالعمل معه، إذا عاد من أجل الصالح العام، ستكون عودته دفعة معنوية، وربما كانت عاملا مساعدًا في توحيد صفوفهم (المقاتلين).