عندما قررت محافظة السويس إقامة مهرجان «فنون دول البحر الأحمر» لم تكن تعلم أن سيلا من المشكلات سينهال فوق رأس إدارة المهرجان، أولى تلك المشكلات كانت أسماء الدول التى يحق لها الاشتراك فى المهرجان. فمن ناحيتها ترى السويس أن الدول التى لها حق المشاركة هى: مصر، السودان، المملكة العربية السعودية، الأردن، اليمن، الصومال، جيبوتى، فلسطين، وعند اسم فلسطين تحديدا تبدأ المشكلة الثانية، لأن (إسرائيل) طلبت المشاركة بوصفها من الدول المطلة على البحر الأحمر، وهنا بدأت المشكلة الثالثة لأن كل مثقفى السويس ومعهم محافظها أجمعوا على استحالة رفع العلم الإسرائيلى على أرض السويس بشكل خاص، لأن السويس فى الوجدان المصرى والعربى هى أرض مقاومة الصهيونية. بعد كل تلك المشكلات جاءت المشكلة الأكبر المتعلقة بترشح وزير الثقافة فاروق حسنى لرئاسة اليونسكو، وهو الترشح الذى جعل البعض يردد أن دعم الوزير للمهرجان مشروط بقبول مشاركة إسرائيل، وهذا ما ترفضه إدارة المهرجان تماما، حتى إنها قالت سنلجأ للتبرعات الشعبية مقابل ألا تشارك إسرائيل. ولذلك كان لنا هذا الحوار مع على السويسى مدير المهرجان لنضع معه النقاط على الحروف حول المهرجان الذى سينطلق فى الفترة من 18 إلى 24 أكتوبر المقبل. ما هى السمات المشتركة التى تجمع الدول المشاركة فى المهرجان؟ كل الدول التسع لها ميناء أو أكثر يطل على ساحل البحر الأحمر بما فيها فلسطين لأنها بالفعل تطل على البحر الأحمر ونحن لا نعترف إطلاقا بهذا الكيان المسمى إسرائيل لأن ميناء إيلات المطل على البحر الأحمر ميناء عربى، وجميع الدول المشتركة بالمهرجان لها سمات مشتركة من فنونهم التى تصاحبها الرقصات الشعبية على آلة السمسمية أو الطنبورة وبما لها جميعا من قوارب وسفن للصيد تفننوا عبر الزمن فى تصميمها بشكل فنى تشكيلى، منها قطع فنية جميلة ومتميزة وكذلك تميزت الدول التسع بالإبداعات الشعرية التى شكلت التراث العربى منذ فجر الحضارة. كيف ستردون لو منع الدعم المادى المقدم من وزارة الثقافة عقابا لكم على استبعاد إسرائيل؟ أولا أريد أن أؤكد أننا لن نرضخ لأى تهديد من أى أحد وأن قرارنا باستبعاد إسرائيل ليس محل مناقشة ومستعدون لدفع أى ثمن لأنه من الجنون أن يصدق أحد أن تقبل محافظة الشهداء السويس دخول هؤلاء القتلة أرضها ونحن مستعدون لتحمل مسئولية تمويل المهرجان فى موعده حتى لو وصل الأمر إلى قيامنا بجمع تكلفته من المواطنين أصحاب هذا البلد. وما حقيقة موقف محافظ السويس؟ فى البداية أريد أن أوضح أن رئيس اللجنة العليا للمهرجان هو محافظ السويس اللواء سيف الدين جلال الذى تبنى منذ البداية قرار استبعاد إسرائيل وأصر عليه، وأعلن دعمه لهذا القرار مجددا خلال الاجتماع الأخير مع لجنة إدارة المهرجان وكان له رأى واضح كيف نقبل على أنفسنا وشعب السويس وجود أى مشاركة إسرائيلية بالمهرجان خصوصا فى مدينة قدمت دماء أبنائها فى مواجهة هذا العدو، وأؤكد مجددا على أنه لا يوجد أى نوع من القلق على المهرجان بفضل الموقف المشرف لمحافظ السويس والداعم للمهرجان وإدارته منذ البداية. لماذا كانت السويس هى محطة استضافة المهرجان؟ لأن السويس بطبيعتها نافذة مصر على ثقافة العالم الشرقية بجانب التميز الرائع والفريد لموقعها على ساحل البحر الأحمر. وهل تمت دعوة الدول المشاركة بالفعل؟ نعم فقد قمنا بدعوة جميع الدول التسع المشاركة بما فيها فلسطين التى تتحمل إدارة المهرجان تكلفة بعثتها بالكامل مهما كان العدد المشارك لها بجانب تجهيز احتفال خاص بهم تكريما لصمودهم. وما هى فاعليات المهرجان؟ أولا بينالى الفنون التشكيلية والحرف البيئية ويقام معرض لأعمال التصوير والرسم والنحت والأعمال المركبة والخزف كما تشارك الفنون الشعبية للدول المشاركة وتقدم ألاغانى التراثية بمصاحبة الآلات الموسيقية التراثية مع التزام جميع الدول بالأزياء التراثية سواء كانت أصلية أو مصممة خصيصا للفرقة المشاركة. كما سيوجد ملتقى للشعراء ويخصص مسرح قصر ثقافة السويس لإقامة الندوات الرئيسية والأمسيات والندوات الشعرية اليومية وسوف تقام ندوات خصيصا لمناقشة الأغانى الوطنية ودورها فى القضايا الوطنية ومن الأحداث الرئيسية تكريم العديد من الرموز الثقافية ذات البصمات الملموسة فى الحقل الفنى الذين أسهموا فى الارتقاء بالفنون التى يهتم بها المهرجان.