تواصلت الإضرابات والاحتجاجات من شمال مصر إلى جنوبها، أمس، رغم محاولات الأمن تغيير أساليبها فى التعامل مع المظاهرات خلال اليومين الماضيين، باللجوء إلى القوة فى فض الاعتصامات. وفى السويس، قرر عمال السويس المعتصمين أمام بوابات محطة كهرباء ميناء العين السخنة، أمس، تعليق الاعتصام وفتح البوابات المغلقة، استجابة لمطلب المحافظ اللواء سمير عجلان، واللواء عادل رفعت، مدير الأمن.
وأكد أيمن سعد، المتحدث باسم العمال، أنهم قرروا الانصراف وفتح بوابات الشركة الكهرباء بعد تدخل المحافظ ومدير الأمن، مضيفا: «تلقينا تأكيدات عن اجتماع مسئولين بالوزارة مع المعتصمين، غدا، لإيجاد حلول لأزماتنا».
وكانت منطقة العين السخنة شهدت اعتصاما لعمال الإنشاءات بالسويس أمام بوابات محطة كهرباء الميناء وتقع على مسافة 50 كيلو مترا من المحافظة، احتجاجا على تعيين أشخاص من خارج السويس داخل المحطة، مطالبين بحقهم فى التعيين.
من جانبه، أكد مصدر أمنى بالسويس أن مدير الأمن رفض الاستجابة لاتصالات مسئولين بمحطة كهرباء السخنة وآخرين، حول ضرورة استخدام القوة لفتح بوابات المحطة، وأن مدير الأمن أصر على عدم استخدام القوة مع العمال مهما حدث.
وفى أسوان، تظاهر العشرات من المحتجين على بقاء المحافظ مصطفى السيد فى منصبه، أمام ديوان مرددين هتافات «ارحل ارحل»، وأكدت عدد من القوى السياسية والثورية المنظمة للاحتجاجات أن مطلبهم بإقالة المحافظ يرجع إلى تردى أوضاع المحافظة فى قطاعات النظافة والصرف الصحى ومياه الشرب والغاز الطبيعى والإسكان، وتدهور الأمن وإهدار المال العام بالمحاجر وتراجع أحوال السوق السياحية، وقال وائل رفعت، المتحدث الإعلامى لشباب ائتلاف الثورة، إن الاحتجاجات تأتى لتصحيح قرار خاطئ بالتجديد للمحافظ.
وفى السياق ذاته، تقدم رئيس جمعية المستثمرين ببلاغ للمحامى العام يتهم فيه المحافظ بالاستعانة ببلطجية لفض اعتصام المستثمرين والقوى السياسية والثورية وقطاع المحاجر بالقوة، وقال سطوحى مصطفى، مقدم البلاغ، إن المحافظ استعان بعدد من البلطجية لإجبارهم على فض الاعتصام.
وعلى بعد أمتار قليلة نظم المئات بمساكن الأولى بالرعاية بمنطقة الصداقة القديمة مظاهرة أمام مقر ديوان المحافظة، لتأييد قرار الرئيس محمد مرسى بالإبقاء على المحافظ، واستخدموا الطبول والدفوف والمزمار إلى جانب الهتافات المؤيدة منها «مصطفى السيد يا بلاش.. واحد غيره مينفعناش»، وأكدوا أن المحافظ لم يقصر فى تقديم يد المساعدة لجميع الحالات الإنسانية التى تعرض عليه، إضافة إلى أن فترة توليه شهدت إنشاءات كبرى بمساكن الأولى بالرعاية والبيت الريفى ونظام الإيجار وإسكان الشباب الموجه إلى البسطاء والشباب، فى حين تمكنت الأجهزة الأمنية من إقامة حاجز أمنى بين المتظاهرين لمنع حدوث اشتباكات.
وفى الإسكندرية، دعا مركز الحرية للإبداع بالإسكندرية عدد من المثقفين والمبدعين لتنظيم وقفة احتجاجية رمزية أمام مقر المركز، الجمعة المقبلة، للمطالبة بإبداع حر دون قيد أو شرط، والتصدى للهجمة التى تتعرض لها الثقافة المصرية بجميع أطيافها.
ويناقش مجلس إدارة المركز برئاسة الدكتور مصطفى عبدالمعطى سبل التصدى للهجمة ضد المثقفين والفنانين، وشرح المفاهيم العامة لحرية الإبداع وضروراته وارتباطه بالتنمية فى المجتمع.
وفى البحيرة، نظم عشرات المعلمين بمدرسة صلاح سالم الثانوية بكفر الدوار، أمس، وقفة احتجاجية داخل أسوار المدرسة للمطالبة بتطبيق كادر المعلمين، وأعلن المحتجون عن دخولهم فى اعتصام مفتوح حتى تطبيق حد أدنى للأجور 3 آلاف جنيه، وتطوير منظومة التعليم والاهتمام بالتأمين الصحى للمعلمين.
وفى بورسعيد، نظم العاملون بالأحياء مظاهرة احتجاجية، أمس، أمام مبنى ديوان المحافظة للمطالبة بتحسين أوضاعهم، ورفعوا لافتات تدعو لتحقيق العدالة الاجتماعية مرددين هتاف «يا قاعدين على الكراسى.. عايزين الحافز على الأساسى»، فيما حاولت قيادات أمنية احتواء غضب المتظاهرين الذين قطعوا طريق شارع 23 يوليو بميدان الشهداء.
وتمثلت المطالب فى إقالة رموز الفساد فى الديوان والأحياء وتطهيرها، وزيادة صندوق التكافل الاجتماعى ل75 شهرا عند الإحالة للمعاش، وحل مجلس إدارة الصندوق، ورفع مكافأة نهاية الخدمة إلى الضعف، كما أصدرت نقابة العاملين بيانا طالبت فيه بسرعة تطبيق الحد الأدنى للأجور، وأوضح أشرف مصطفى إبراهيم، عامل بحى المناخ، أن أساسى راتبه بعد 22 عاما من الخدمة يقدر ب322 جنيها.