قال الكاتب محفوظ عبدالرحمن إن مشروعه بتحويل حياة الرموز المصرية إلى أفلام سينمائية «ذهب مع الروتين الحكومى» ولم يخرج منه سوى فيلم «ناصر 56» الذى قام ببطولته الفنان الراحل أحمد زكى لأنه كان الأكثر إيمانا بالتجربة، وتمسك بها حتى خرجت إلى النور. وأضاف عبدالرحمن، خلال ندوة تكريمه بمهرجان الإسكندرية السينمائى فى دورته ال28، إلى أن فكرة فى البداية كانت تقديم حياة 60 شخصية من الرموز الوطنية فى سهرات أو أفلام تليفزيونية، ويشارك فى الكتابة عدد كبير من المؤلفين.
وأشار إلى أن ملف الأعمال الدرامية عن الرموز واجه عقبات روتينية كبيرة وانسحب المشاركون فى المشروع، ولم يتبق منه إلا «ناصر 56»، مشيرا إلى أن ما ظهر على الشاشة من الفيلم المذكور لم يكن أكثر من ثلث من كتبه، حيث انتهت الأحداث مع قرار تأميم قناة السويس، وقال إن تقديم أى شخصية خلال مدة زمنية قصيرة أو موقف من حياتها أفضل كثيرا من تقديمها فى 40 سنة.
من جهة أخرى، كشف عبدالرحمن أنه بدأ الكتابة فى مقتبل العمر من «باب التسلية»، وقال إن والده كان كثير السفر من مكان إلى آخر، ولم يستقر فى مكان بعينه مما حرمه من تكوين صداقات شأن بقية الشباب فى مثل عمره.
وأضاف أنه اكتشف أن القراءة والكتابة هما ملاذه الوحيد، وبدأ فى كتابة القصص، ونشرت له العديد منها قبل أن يتجه إلى الكتابة للتليفزيون بسهرة درامية، وحينها اكتشف أن درجة تفاعل الجمهور مع المشاهدة أكبر من القراءة، مما شجعه على المضى قدما فى هذا الطريق، ثم قدم بعد ذلك العديد من الأعمال المسرحية والتليفزيونية.
وحول ابتعاده عن الكتابة السينمائية والتركيز على التليفزيون، قال إنه لم يكن من محبى الكتابة السينما رغم أنه عاد، وقال إنه يستمتع بمشاهدة الأفلام، مضيفا أن الكاتب الفرنسى «روبرت سوليه» أبلغه ذات مرة أنه لا يستطيع الكتابة إلا بعد أن يشاهد 3 أفلام أسبوعيا.
ولم يخف عبدالرحمن سعادته بتكريمه فى مهرجان الإسكندرية رغم أعماله السينمائية المحدودة التى لم تتعدَ ال 3 أفلام، معترفا أن تحفظ فى البداية على تكريمه لأنه لم يقدم للسينما الكثير من الأعمال قبل أن يعود، ويقبل التكريم لأنه يؤمن بأن أهمية الأعمال فى الكيف وليس فى الكم، وقال: «هناك من يقدم مائة فيلم، ولا تكون سوى دليل إدانته فنيا».
وفى الوقت نفسه، أعرب عبدالرحمن عن استعداده للمشاركة فى مشروع لتعليم كتابة السيناريو، موضحا أنه خلال فترة الستينيات أصدر سلسلة تضم محموعة من أشهر السيناريوهات العالمية، مشيرا إلى أن السيناريو هو بداية التطور فنيا، وأنه يميل هذه الفترة إلى الكتابة للسينما.