قتلت 8 نسوة افغانيات على الاقل في غارة شنتها طائرات تابعة لحلف شمال الأطلسي (الناتو) في منطقة لغمان شرقي افغانستان حسبما اعلن مسئولون محليون. من جانبه اعلن الناتو ان الغارة ادت الى مقتل 30 "مسلحا" واصفا الغارة بانها كانت دقيقة وبعيدة عن المدنيين، ولكنه اعترف لاحقا بأن الغارة اسفرت ايضا عن مقتل عدد من المدنيين يتراوح بين خمسة وثمانية. من جانبه، ادان الرئيس الافغاني حامد كرزاي "بشدة" مقتل النسوة، وامر باجراء تحقيق في الحادث.
وفي حادث منفصل وقع يوم الاحد ايضا، قتل اربعة جنود امريكيين على ايدي رجال شرطة افغان في اقليم زابول جنوبي افغانستان.
"يجمعن الحطب"
وقال مسؤولون محليون في اقليم لغمان لبي بي سي إن ثماني نسوة على الاقل قتلن في الغارة الاطلسية، بينما قال غلزار سنغروال، عضو المجلس البلدي في الاقليم، إن عددهن تسعة.
من جانبه، قال الرائد آدم فوياك، الناطق باسم قوة الناتو في افغانستان، إن الغارة اسفرت عن مقتل 5 الى 8 مدنيين، مؤكدا ان التحقيق جار في الحادث.
وقال الناطق لبي بي سي إن الغارة استهدفت تجمعا من المسلحين يربو عددهم على ال 45، وان العديد منهم قتلوا فعلا.
واضاف "لسوء الحظ، علمنا بسقوط عدد من المدنيين في هذه الغارة يتراوح بين 5 و8. تتقدم قوة المساعدة الامنية ايساف بتعازيها لاسر الضحايا وللشعب الافغاني بسبب هذا الحادث المأساوي."
وقد اصيبت سبع نسوة على الاقل بجروح في الحادث، وقال مدير الصحة في الاقليم لطيف قيومي إن اعمار بعضهن لا تتجاوز العشر سنوات.
وقال مكتب حاكم اقليم لغمان إن عددا من المدنيين كانوا يجمعون الحطب والجوز في غابة تقع في وادي نوارلام سايب، وهي منطقة يقول المراسلون إنها تعتبر معقلا لمسلحي طالبان وغيرها من الحركات المسلحة نظرا لطبيعتها الجبلية الوعرة وضعف الادارة الحكومية فيها.
وكان موضوع سقوط الضحايا المدنيين على ايدي القوات الدولية قد ادى الى توتر العلاقة بين الرئيس كرزاي والولايات المتحدة.
الا ان الاحصاءات التي تعدها الاممالمتحدة تشير الى تراجع عدد المدنيين الذين قتلوا او اصيبوا نتيجة عمليات الناتو في النصف الاول من عام 2012 بنسبة 15 بالمئة مقارنة بنفس الفترة من 2011.
ويقول محللون إن تحسس الطرفين الافغاني والاطلسي بالآثار السلبية لهذه الخسائر قد ادى الى توخي المزيد من الحرص في اختيار الاهداف وتنفيذ الهجمات.
وعبر الرئيس الافغاني في بيان اصدره الاحد عن "حزنه"، وقال إنه "يدين بشدة الغارة الجوية التي نفذتها قوات الناتو والتي اسفرت عن مقتل ثماني نسوة."