قال الشاعر ميسرة صلاح الدين: "إنه عند كتابة مسرحية الورد البلدي حرص على أن يتوخى الدقة في تأريخ الثورة المصرية، وذلك حرصًا على تاريخ مصر الذي خشي أنه قد يكتبه المنتصر بشكل قد يكون مغايرًا للحقيقة، وحرصًا على عمل بناء درامي متكامل تتنامى فيه الشخصيات والأحداث، ويتصاعد إيقاع العمل مع تطور مجريات المسرحية... جاء ذلك في الندوة التي عقدت بالأمس في مختبر السرديات بمكتبة الإسكندرية تحت عنوان: "السرد الدرامي في مسرحية الورد البلدي". وقد ناقش المسرحية د. جمال ياقوت المخرج المسرحي المعروف، الذي أوضح أن المسرحية بدأت مباشرة من نقطة الصراع point of action، واعتمد التصاعد الدرامي في المسرحية على نوعين من الصراع، الأول هو صراع بطل المسرحية مع المجتمع من الأهل والأصدقاء ووجهات نظرهم المختلفة حول المشاركة في الثورة من عدمه، والثاني هو الصراع مع السلطة والفساد.
وأضاف "برغم أن الكاتب حاول أن يعرض كل وجهات النظر التي دارت حول الثورة من مؤيد ومعارض إلا أنه اتخذ من شخصية بطل المسرحية قناعًا لعرض أفكاره الحقيقية التي تنتصر للثورة والتغيير، وقد استطاع من خلال هذه الصراعات أن يصل لنقطة الانفجار الفطري وذروة الحدث".
فيما أشار الأديب منير عتية، المشرف على مختبر السرديات بمكتبة الإسكندرية، إلى أن العمل أخذ الصبغة التاريخية، ولذلك خلا من الدهشة، وكان هناك توقع للأحداث، ولكن الكاتب استطاع بلغته الشعرية، واستخدام التراكيب والصور التي جاءت تحمل العمق والبساطة، أن يجعل القارئ يتابع النص باستمتاع من البداية للنهاية.
وأضاف الشاعر مفرح كريم: "أنه سعيد بعودة المسرح الشعري مرة أخرى في جيل الشباب، وخاصة أن المسرحية بالعامية، وبلغة بسيطة وفي إطار موسيقي. وأشارت الناقدة فاطمة عبد الله إلى أن النص جاء محايدًا من حيث الشخصيات ومن حيث المكان، ولكن الزمن كان مرتبطًا بالثورة المصرية.
وقد حضر اللقاء د.عبد الباري خطاب، والأديب رشاد بلال، والقاص محمد العبادي، والشاعر محمد صلاح، والأديب محمد عزام، والروائي محمد الجمل، وكذلك السفير محمود عزت، سفير مصر في بنجلاديش، والكاتب السوداني صلاح عثمان، والعديد من شعراء ومثقفي الإسكندرية. وقد اختتم اللقاء بقراءة بعض المشاهد من المسرحية التي نالت إعجاب الحضور.