غادر القاهرة أمس متوجها إلى باريس الموسيقار الكبير عمار الشريعى فى زيارة علاجية جديدة إثر تعرضه خلال الفترة الأخيرة للعديد من الأزمات القلبية التى كانت تباغته من وقت لآخر بسبب مشكلا كثيرة بالقلب. ومن المقرر أن يقوم أحد الأطباء الفرنسيين بفحص قلب الشريعى عن طريق قسطرة بالقلب لاستكشاف مدى استجابة القلب لأى علاج جديد سواء جراحة أو توسعة أحد الشرايين. وقد لجأ الموسيقار الكبير للسفر إلى باريس بعد أن كان من المقرر أن يسافر إلى ألمانيا لإجراء عملية زرع قلب إلا أن الطبيب الذى عرض عليه الأمر فضل عدم إجراء عملية نقل القلب وهو الأمر الذى أدى إلى إصابته بخيبة أمل على حد قوله مشيرا إلى أنه لم يذق طعم النوم خلال هذه الليله. وقال: إن الطبيب الألمانى اقترح أن يتم تركيب جهاز يساعد عضلة القلب على العمل بانتظام وهو بمثابة قلب صناعى. وهذا الجهاز هناك نوعان منه الأول تبلغ قيمته 200 ألف دولار والثانى 30 ألف دولار. إلا أن الطبيب الألمانى أكد ان هذه الأجهزة لها أيضا جوانب سلبية وهى أن 30% من الناس لا يستجيبون لها. ونسبة 50% ممن يستجيبون لها قد يتعرضون لفشل كلوى. والأكثر من هذا من يقوم بتركيب هذا الجهاز عليه أما الإقامة فى ألمانيا أو إرسال شخص للتعلم على كيفية عمل الجهاز ومواجهة أعطاله خصوصا أن من يقوم بتركيبه والكلام مازال للشريعى لو تعطل الجهاز يمنحك 24 ساعة إنذار وإذا لم يتم علاج العطل يتعرض المريض للوفاة بعد مرور هذا الوقت القصير. الشريعى أبدى تخوفه من هذا الطبيب الألمانى لأنه وضع كل هذه الحلول بدون ان يطلب الكشف على قلبه كما فعل الطبيب الفرنسى أو أى طبيب قلب آخر حيث طلب الفرنسى إجراء قسطرة لمعرفة مدى قدرة قلب الشريعى فى الاستجابة لأى علاج. وأشار الشريعى إلى أن الطبيب أكد أن عملية زرع القلب لا تجرى فى فرنسا للأعمار الكبيرة وان أمريكا فقط هى التى يجرى فيها هذه العملية لمن هم فى سنه حيث يبلغ الشريعى 64 عاما الآن. وقال الشريعى سوف أستغل وجودى فى فرنسا لمعرفة أحد الأطباء الأمريكان المتخصصين فى هذا الأمر لبحث امكانية السفر إلى هناك لإجراء الجراحة الخطيرة. وأضاف: إن معلوماته الأولية التى جاءته من أمريكا أن هناك مستشفى يقوم بعمل هذه الجراحة لكنهم يشترطون أن يستقر المريض فى مسكن لا يبتعد عن المستشفى أكثر من خمسة أميال حتى يكون المريض جاهزا لإجراء عملية الزرع فور العثور على قلب أحد المتوفين حديثا.
ورغم الحالة التى عليها الموسيقار الكبير فإنه مازال لديه أمل كبير ان يجتاز الاختبار الصعب ويعود لمصر فى أفضل حال. وهو خلال مكالمته التليفونية معى والتى سبقت السفر ب24 ساعة كان على طبعه يخلط الفكاهة بحديثه الجاد رغم آلام المرض. خصوصا عندما يعود بالحديث عن الطبيب الألمانى الذى لم يعطه أى بريق أمل
و«الشروق» تطالب كل عشاق الشريعى بالدعاء له حتى يعود سالما إلى أرض الوطن ليواصل رحلته مع الإبداع وإثراء الساحة الغنائية بأعماله.
وكانت الحالة الصحية للموسيقار الكبير قد بدأت فى التراجع عقب مشاركته فى جمعة الرحيل خلال الثورة المصرية فى 25 يناير حيث استجاب لمطالب العديد من الثوار للنزول للميدان. وبمجرد أن تفاعل مع الثوار بدأ يشعر بآلام فى الصدر وزادت حدة الألم خلال وجوده فى مكتب عمرو موسى بالجامعة العربية وعلى الفور تم نقله إلى أحد المستشفيات وهناك علم بقرار رحيل مبارك عن الحكم. وبعد خروجة من المستشفى ظلت الأزمات القلبية تلاحقه إلى ان سافر إلى لندن فى أبريل الماضى وأجرى جراحة فريدة من نوعها فى القلب ووقتها شعر بتحسن كبير لكن مع اقتراب شهر رمضان وتعرضه للإجهاد طاردته الآلام مرة أخرى لدرجة أنه كان يتعرض لأزمات قلبية كلما تناول أى وجبة غذائية وهنا أيقن أنه لا بديل عن زرع القلب بناء على استشارة العديد من أطباء القلب البارزين. ورغم ما تمثله هذه الجراحة من خطورة إلا انه لديه عزيمة كبيرة فى إجرائها حتى يتخلص من تلك الآلام إلى الأبد.
الموسيقار الكبير فى حديثه التليفونى مع «الشروق» لم يطلب من قريب أو بعيد تدخل الدولة لعلاجة لكننا نناشد وزيرى الإعلام والثقافة ورئيس الوزراء بالتدخل على الأقل عن طريق السفارة المصرية فى فرنسا وأمريكا لايجاد الطبيب والمستشفى المناسب لعلاج الفنان الكبير الذى أسهم بأعماله فى إثراء ساحة الغناء وصنع لمصر تاريخ موازى لما تركة الكبار. عمار الشريعى يمثل قيمة وفكر لمصر والوطن العربى ويجب ألا نتركه وحيدا يفترسه المرض. نعم هو لديه أسرته الصغيرة زوجته وابنه مراد لكن فى هذه الظروف الإنسان يحتاج إلى كل من يحبوه إلى جواره.
يذكر ان آخر أعمال الشريعى كان مسلسلى «ابن ليل» إخراج إسماعيل عبدالحافظ حيث وضع الموسيقى التصويرية وألحان المقدمة والنهاية وهى من إشعار رفيق مشواره سيد حجاب وغناء على الحجار والمسلسل الثانى كان شمس الأنصارى غناء مدحت صالح. وفى عالم الكاسيت كان التعاون الأول له مع المطرب محمد منير بأغنية عيون والتى كان قد لحنها فى سبعينيات القرن الماضى لماهر العطار وأعاد اكتشافها محمد منير فى البومه الأخير.