[إطلاق أول مشروع لإنقاذ مرضى القلب من خطر الجلطات] الأطباء المشاركون في المؤتمر يعلنون مبادرة دعامة الحياة تابع المؤتمر: كاظم فاضل منذ 1 ساعة 26 دقيقة اختتمت فعاليات المؤتمر الصيفي الحادي عشر للجمعية المصرية لأمراض القلب بمكتبة الإسكندرية بحضور حوالي4500 طبيب ومشاركة 67 طبيباً أجنبياً من 20 دولة عربية وأجنبية، وتم إجراء حالات قسطرة تشخيصية وعلاجية عن طريق الخبراء الأجانب مع الأطباء المصريين. ناقش المؤتمر علي مدار ثلاثة أيام 120 جلسة علمية تركزت في مشاكل تضخم عضلة القلب والمشروع القومي لعضلة القلب وأحدث الأبحاث والنتائج في توسيع شرايين القلب والعيوب الخلقية. وأعلن الدكتور محمد صبحي، رئيس الجمعية المصرية لأمراض القلب، عن موافقة الدكتور فؤاد النواوي، وزير الصحة والسكان علي إطلاق أول مشروع لإنقاذ مرضي القلب في مصر من خطر الجلطات التي قد تودي بحياتهم تحت عنوان «مبادرة دعامة الحياة» بالتعاون مع الجمعية المصرية لأمراض القلب بالإسكندرية. ويتم تنفيذ المشروع في 6 مستشفيات خلال مرحلته الأولي، وهي مستشفي قصر العيني، والدمرداش، ومعهد القلب، ومعهد ناصر، وكلية طب إسكندرية والزقازيق. وأشار الدكتور محمد صبحي إلي أن المشروع سيتم تطبيقه تماشياً مع المواصفات العالمية لتتحمل الوزارة نقل مرضي جلطات القلب بسيارات الإسعاف إلي المستشفيات في القاهرةوالإسكندرية في بداية المشروع، ويتم التدخل السريع خلال الساعات الست الأولي من شعور المريض بالألم في صدره لنقله للمستشفي بسيارات الإسعاف واستقبال الأطباء المدربين له لإجراء قسطرة وشفط الجلطة من الشريان وتركيب دعامة لإنقاذ حياة المريض من الوفاة أو الآثار الجانبية التي تسبب الإعاقة نظراً لتأثر عضلة القلب علي أن يتم ذلك مجانا وفور وصول المريض إلي المستشفي. وأوضح الدكتور محمد صبحي، أن مصر قد تم اختيارها ضمن 10 دول من قبل الجمعية الأوروبية لأمراض القلب لتنفيذ هذا المشروع العالمي الذي يسمح بخفض سعر الدعامات المتطورة 50% علي الأقل من أصل السعر الذي يبلغ 20 ألف جنيه ليتم تخفيضه الي 10 آلاف جنيه، تتحملها وزارة الصحة في الساعات الأولي من الإصابة، والمجتمع المدني سوف يتحمل الزيادات الخاصة بالعملية إن وجدت. وتقوم الجمعية بحملة التوعية في جميع وسائل الإعلام لرفع المعرفة فيما يتعلق بالجلطة وأعراضها وفوائد سرعة الوصول إلي المستشفي، مشيراً إلي أن المريض بمجرد شعوره بالألم عليه الاتصال بالإسعاف الذي سيقوم بدوره لنقله إلي أقرب مستشفي مجهز بالقسطرة والدعامات والبالونات والأدوية وغيرها من المستلزمات الطبية، بالإضافة إلي الأطباء المدربين نظراً لضرورة وصول المريض خلال 90 دقيقة المستشفي لإجراء الجراحة حتي لا تتأثر عضلة القلب. وأضاف أن سرعة نقل المريض في أكثر الدول المتقدمة ليست 100%.. ففي فرنسا وإيطاليا لا تتعدي 30% ولكن في مصر لا تتعدي 8%، وبالتالي لابد خلال عام رفع هذا المعدل إلي 12% والسنة التالية 18%، وهكذا ويتحقق ذلك عن طريق رفع التوعية لأنه بين كل مليون مواطن يوجد 600 لابد من إنقاذهم. ويقول مجدي رشوان أستاذ القلب بجامعة الإسكندرية عن تصوير القلب بالرنين المغناطيسي الذي يعد أحدث أسلوب في تشخيص أمراض القلب: إن التصوير بالرنين المغناطيسي يتم دون تعريض للأشعة ويوفر صوراً في شرائح متعددة وفي اتجاهات مختلفة حسب الحاجة، دون الحاجة لحقن أية صبغات التي قد تؤدي إلي فشل كلوي في بعض الحالات ويمكن تطبيق هذا الأسلوب في فحص القلب وعمل تقييم دقيق لحالته.. كما يتميز التصوير بالرنين المغناطيسي عن أساليب التصوير الأخري بإمكانية التعرف علي مواصفات الأنسجة المختلفة وهكذا يمكن التعرف علي التغيرات الالتهابية التي تصيب عضلة القلب، ويمكن استخدام تصوير القلب بالرنين المغناطيسي في الكشف عن البنية التشريحية القلبية المركبة دون فجوات والتي يفشل الموجات الصوتية في الكشف عنها بشكل دقيق، كما يستخدم هذا الأسلوب التصويري في تقييم نتائج و مدي نجاح المداخلات القلبية أو الجراحية، وعند الحاجة يمكن تصوير قلب الجنين بالرنين المغناطيسي داخل رحم الأم قبل الولادة بهدف خضوع الجنين للجراحة مباشرة بعد الولادة وعدم إضاعة أي وقت في عمل التشخيص، ولذلك يتفوق التصوير بالرنين المغناطيسي في هذا المجال علي جميع أساليب التصوير الأخري. هناك العديد من الأمراض التي تصيب عضلة القلب وتؤدي في النهاية إلي أضرار جسيمة، لا يمكن علاج الكثير منها دون عمليات زرع القلب.. يعمل تصوير القلب بالرنين المغناطيسي علي الحصول علي تقييم دقيق ودون صعوبة لاعتلال عضلة القلب، حيث يقوم التصوير بالرنين المغناطيسي بالكشف ليس فقط عن التغيرات التي تحدث في سمك جدار القلب، بل يكشف كذلك عن بنية الجدار ويحدد مدي انتشار المرض. خلاصة يمكن القول إن تصوير القلب بالرنين المغناطيسي يعتبر الأسلوب المثالي لفحص الوظائف والدورة الدموية والوصف التشريحي وحالة الأنسجة، ويلائم التطبيق في معظم الحالات بفضل خلوه من التعريض للأشعة الصبغة المضرة للكلي. ويقول الدكتور شريف الطوبجي رئيس الجمعية المصرية لأمراض القلب وأستاذ القلب جامعة القاهرة: توجه الجمعية المصرية لأمراض القلب عناية خاصة للتنمية البشرية لشباب الأطباء وتهدف الجمعية بصفة خاصة إلي رفع المستوي العلمي للبحوث العالمية في أقسام القلب بالجامعات المصرية، وسوف يتم إنشاء مركز للبحوث والإحصاء بمقر الجمعية بالقاهرة.. كما تقدم الجمعية هذا العام 6 منح بحثية لأحسن البحوث المقدمة في أقسام القلب كما تقدم منحة للتدريب لأحد المراكز العالمية المتخصصة وجوائز لأحسن البحوث المنشورة في دوريات علمية دورية. ويقول الدكتور عمرو زكي أستاذ القلب جامعة الإسكندرية: يتم استخدام القسطرة العلاجية في عمل توسيع الشرايين وتركيب دعامات للشرايين التاجية، ويتم في كثير من الحالات في السنوات الاخيرة في استخدام هذه الوسيلة في علاج المرضي ذوي انسدادات بالشرايين التاجية الثلاثة كبديل وعمل مساعد للجراحة وليس تنافساً معها، حيث إن بعض المرضي لا يصلح لهم إجراء جراحة وصلات الشرايين لكون طبيعة الانسدادات باطراف الشرايين الأخيرة فلا يصلح معها فكرة الوصلات الجراحية أو يكون المريض في حالة صحية تمنعه من إجراء الجراحة كوجود مرض خبيث «سرطان أو تليف بالكبد مثلاً».. في هذه الحالات تفضل الدعامات الدوائية لكون فرص ارتداد الضيق بها مرة أخري نسبياً أقل من الدعامات العادية. وفي الوقت الحالي يوجد تطور كبير في أنواع الدعامات الدوائية وتطور بالتقنية للدعامات، مما سيزيد الاعتماد علي الدعامات وليس الجراحة في السنوات القادمة، ومازال مرض السكر والانسدادات الطويلة هي العائق ويفضل اجراء الجراحة في بعض الحالات. يقول الدكتور أشرف رضا أستاذ ورئيس قسم القلب، جامعة المنوفية: حدث تطور كبير في مجال الأدوية التي تتحكم في سيولة الدم، سواء من حيث الجرعات المستخدمة أو ظهور أنواع جديدة تختلف في فعاليتها ومعدلات الأمان عند استخدامها.. وتأتي الأزمات القلبية الحادة الناتجة عن قصور الشرايين التاجية مثل الذبحة الصدرية غير المستقرة والجلطات الحادة في مقدمة هذه الأمراض التي أدي هذا التطور إلي الإقلال من نسبة المضاعفات المتوقعة في هذه الحالات. ومن هذه التطورات المهمة استخدام العقارات المثبطة للصفائح الدموية بصورة شبه روتينية في معظم هذه الحالات ومضاعفة جرعات عقار مثل «الكلوبيدوجرل» في الحالات التي يتم علاجها باستخدام القسطرة القلبية والدعامات، كما ظهرت أنواع أخري مثل «البراسوجريل» و«الدابيجاترات» وأثبتت نجاحاً في الدراسات الإكلينيكية مما أدي إلي تغييرات في قواعد علاج هذا المرض المهم.. ونظراً إلي أهمية هذه العقارات في عمل سيولة زائدة في الدم فلابد من وضع احتمالات النزيف في الحسبان وتقييم حالة المريض من حيث السن ووجود أمراض أخري باستخدام جداول خاصة لتقييم الفائدة المرجوة من هذه العقارات واحتمالات المضاعفات من السيولة الزائدة الناتجة عن استخدامها. وتشير الدكتورة مي حمدي السيد أستاذ القلب جامعة عين شمس عقد المؤتمر عدة جلسات خاصة بأمراض القلب وجراحات قلب الأطفال وتمت مناقشات الوسائل التشخيصية الجديدة بواسطة الموجات فوق الصوتية الثنائية وثلاثية الأبعاد والدوبلار النسيجي، بالإضافة إلي موجات الرنين المغناطيسي والأشعة المقطعية فائقة السرعة وكانت هناك جلسة خاصة بتشخيص أمراض القلب في الاجنة بواسطة الموجات فوق الصوتية. وتم أيضاً مناقشات التحديات في التشخيص وعلاج أمراض القلب الخلقية التي تكتشف متأخراً في الكبر وأهمية وجود أطباء مدربين لعلاج مرضي العيوب الخلقية في الكبر أسوة بالعالم المتقدم. كما تمت مناقشات الوسائل الجديدة لعلاج أمراض القلب الخلقية عن طريق القسطرة التداخلية والجراحة وكيفية تجنب المضاعفات الجراحية وتم عرض بعض الحالات النادرة وتبادل الرأي في افضل طريقة لعلاجها مع النخبة من الأساتذة المتخصصين في مختلف المراكز العلمية و الجامعات المصرية والعالمية. وبري الدكتور محمود حسنين أستاذ القلب جامعة الإسكندرية أن مرض ارتفاع ضغط الدم شائع في مصر يصيب 26% من الاشخاص البالغين، وعادةً ما يستجيب ارتفاع ضغط الدم للعلاج الدوائي وتعديل أسلوب الحياة من حيث ممارسة الرياضة والامتناع عن التدخين واتباع النظام الغذائي الصحي.. وهناك حوالي من 10% إلي 20% من مرضي ارتفاع ضغط الدم لا يستجيبون للعلاج الدوائي كوسيلة جديدة مبتكرة في علاج هذه الحالات غير المستجيبة للعلاج الدوائي، يستخدم أسلوب جديد يعتمد علي إدخال قسطرة في الشريان الكلوي ويوصل جهاز كي بالموجات الراديو. عن طريق هذه القسطرة يتم إتلاف النهايات الطرفية للجهاز الثيمباساوي العصبية وأسفرت هذه العملية عن انخفاض كبير في ضغط الدم لدي المرضي غير المستجيبين للعلاج الدوائي، ويعتبر هذا إنجازاً عظيماً وثورة في علاج ضغط الدم عن طريق القسطرة التداخلية.