تنطلق مساء اليوم فاعليات الدورة التاسعة والستين لمهرجان فينيسيا السينمائى الدولى والتى تستمر حتى 8 سبتمبر المقبل، ويعرض بالافتتاح فيلم «الأصولى رغما عنه» للمخرجة الهندية ميرا نير. ومهرجان فينيسيا من أقدم مهرجانات السينما فى العالم حيث قدمت نسخته الأولى عام 1932 لذا يحوز على اهتمام إعلامى واسع.
وترتكز قصة فيلم الافتتاح على رواية للكاتب محسن حميد التى نشرت عام 2007، وتدور حول شاب باكستانى تخرج فى جامعة هارفرد ويعمل مستشارا ماليا فى «وول ستريت»، ويعيش فى صراع بين آماله وطموحاته المرتبطة بحياته وتعليمه الأمريكى وبين أصوله الباكستانية ويقوم ببطولة الفيلم كات هدسون وكيفير سوزرلاند ولياف شريبر.
وبدأت المخرجة الهندية ميرا ناير مشوارها السينمائى كممثلة ثم تحولت الى الإخراج خاصة بالأعمال الوثائقية وهى أيضا كاتبة ومنتجة ورشحت للعديد من الجوائز منها جائزة «البافتا» مرتين، بينما فازت بجائزتى الجمهور والكاميرا الذهبية فى مهرجان «كان» السينمائى الدولى عن فيلمها «سلام بومباى» عام 1988 .
ولن تكون ميرا ناير هى العنصر النسائى الوحيد فى احتفالية فينيسيا هذا العام حيث تتميز تلك الدورة بأن 21 فيلما بها من أصل 52 إخراج نسائى، كما سيركز المهرجان هذا العام أيضا على الثورات والربيع العربى والأزمة الاقتصادية التى يواجهها العالم وغيرها من الموضوعات والقضايا المهمة التى اختارها مدير المهرجان الجديد البرتو باربيرا.
وعلق البرتو باربيرا على المشاركة النسائية الواسعة بالمهرجان هذا العام قائلا: «لا يجب أن يكون المهرجان مجرد ظهور على السجادة الحمراء للفنانات».
ويتنافس فى مسابقة هذا العام ثمانية عشر فيلما على جائزة السد الذهبى، فتجمع احتفالية هذه الدورة عددا كبيرا من المخرجين المتميزين منهم تيرانس مالك وبول توماس اندرسون وبراين دى بالما وتاكيشى كيتانو وماركو بيلوكيو وأوليفيه اساياس وجزافييه جيانولى ودانييل كيبرى ورامين باهرانى وبيتر بروسينس وغيرهم من المخرجين.
ويرأس لجنة التحكيم المنتج الأمريكى مايكل مان وتضم اللجنة المخرج بيتر شان من هونج كونج، والممثلة البريطانية سامانتا نورتون، والعارضة الفرنسية ليتيسيا كاستا وبابلو ترابيرو ومارينا ابراموفيك وارى فولمان.
كما سيشارك فى فاعليات المهرجان خمسة أفلام عربية منها الفيلم المصرى «الشتا اللى فات» للمخرج إبراهيم البطوطى، و«وجدة» للمخرجة السعودية هيفاى المنصور، و«ياما» للمخرجة الجزائرية جميلة صحرواى، و«يا من عاش» للمخرجة التونسية هند بوجمعة، و«ميراث» للمخرجة الفلسطينية هيام عباس.
من جانبه، قال باربيرا «قررت أن أخوض المخاطرة بتقديم أفلام لمخرجين غير معروفين من مختلف الدول وبدون قيود سينمائية».
والبرتو باربيرا ولد فى ايطاليا عام 1950 وحصل على درجة الماجستير فى تاريخ السينما والنقد وبدأ مشواره فى عام 1972 فى الجمعية الإيطالية للفنون المسرح ومنذ عام 1980 حتى عام 1983 كان رئيس النقد السينمائى فى صحيفة «لاجازيتا ديل بوبولو»، وكان يكتب فى الكثير من الصحف والمجلات السينمائية وقدم برامج تليفزيونية منها برنامج «سينما سكوب» وفى الراديو أيضا كان ناقد سينمائى فى برنامج «حفل هوليوود».
وفى العام 1989 تولى رئاسة مهرجان «تورينو» السينمائى حتى عام 1998، وكان مديرا لمهرجان فينيسيا السينمائى من عام 1999 حتى عام 2001، وكان عضوا فى لجنة تحكيم مهرجان «كان» السينمائى الدولى فى عام 2010 ومنذ عام 2004 وهو مدير المتحف الوطنى للسينما فى تورينو.
وكان يتولى رئاسة مهرجان «فينيسيا» من قبله ماركو مولر لأكثر من ثمانى سنوات وهى أطول فترة تولها فيها شخص إدارة المهرجان طوال تاريخه، لذا جاء تركه للمنصب مفاجأة للجميع.
وأكد منظمو المهرجان أن اختيار البرتو باربيرا جاء من أجل تطوير وخلق سوق ناجحة من المهرجان يمكن الاستثمار فيه والمنافسة مع غيره من المهرجانات وأسواقها السينمائية الناجحة مثل مهرجان «كان» والخروج من خسائر السنوات السابقة.