رسالة حادة وواضحة إلى مصر

لا شك فى أن أقدام مصر على إدخال 20 دبابة إلى المناطق المنزوعة السلاح فى شبه جزيرة سيناء يشكل خرقا للملحق العسكرى لاتفاق السلام مع إسرائيل.

ويدعى المسئولون المصريون أنهم تلقوا إذنا من إسرائيل بإدخال هذه الدبابات قبل نحو عام، وذلك فى إثر وقوع العملية المسلحة بالقرب من مدينة إيلات «جنوب إسرائيل»، كما أن إسرائيل سمحت لهم بادخال طائرات مقاتلة إلى هذه المناطق. فى المقابل يؤكد المسئولون فى إسرائيل أن مصر فرضت عليهم أمرا واقعا.

وما يتبين الآن هو أن وزير الدفاع الإسرائيلى إيهود باراك عارض، بناء على توصية من قيادة الجيش، ادخال دبابات مصرية إلى سيناء، لكنه لم يعارض إدخال طائرات مقاتلة، فى المقابل عارض رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو ادخال طائرات مقاتلة. وفى نهاية المطاف اتفق الاثنان على السماح للمصريين بادخال دبابات وطائرات مقاتلة ما دام اتفاق السلام بين الدولتين غير عرضة للإلغاء.

تجدر الإشارة إلى أنه ما زالت هناك خلافات بين وزارة الدفاع وقيادة الجيش فيما يتعلق بالسماح لمصر بإدخال دبابات وطائرات مقاتلة فى الوقت نفسه إلى سيناء. وفى مطلع الأسبوع الحالى مررت إسرائيل إلى مصر رسالة تطالب فيها بسحب الدبابات من سيناء فور انتهاء المهمة الموكولة إليها. مع ذلك، لابد من القول إن القيادة المصرية الحالية متأثرة إلى حد كبير بالمزاج العام السائد فى الشارع، ولذا فإن السؤال الذى يجب أن يُطرح هو: هل سيقبل هذا الشارع بسحب الدبابات أم لا؟.

بناء على هذا، يجب على إسرائيل أن توجه إلى مصر رسالة حادة وواضحة فى هذا الشأن تشدّد على مطلب سحب الدبابات من دون أى تلكؤ. كما يتعين على إسرائيل أن تتبنى موقفا موحد ا وواضحا فحواه عدم جواز الإقدام على أى خطوة عسكرية من جانب مصر فى سيناء من دون تنسيق مسبق مع إسرائيل. وإذا كانت إسرائيل لم تمرّر إلى مصر حتى الآن رسالة تتضمن هذا الموقف، من المتوقع أن نواجه مشكلات كبيرة فى المستقبل