التقديم 18 مايو.. الشروط والأوراق المطلوبة للتقديم ب"معهد معاوني الأمن"    «ثقافة النواب» توافق على موازنة «الأعلى للإعلام».. وجدل حول بدل التدريب للصحفيين    البورصة المصرية.. أسعار الأسهم الأكثر ارتفاعًا وانخفاضًا اليوم الأحد 12-5-2024    مصر تعلن اعتزامها التدخل دعما لدعوى جنوب أفريقيا ضد إسرائيل أمام محكمة العدل الدولية    الدفاع الروسية: إسقاط 6 مروحيات و36 مسيرة للقوات الأوكرانية وتحرير 4 بلدات بخاركوف    قيادي ب«فتح»: عرض واشنطن معلومات استخباراتية عن قادة حماس مقابل رفح «مثير للسخرية»    شكري: توافق دولي حول عدم توسيع رقعة الأعمال العسكرية في رفح الفلسطينية    تقارير: غموض موقف نجم الترجي وعودة ثنائي قبل مواجهة الأهلي في نهائي الأبطال    مجاني وبدون تقطيع.. مباراة مانشستر يونايتد ضد أرسنال بث مباشر | الدوري الإنجليزي 2024    حُسم الأمر.. وكيل ليفاندوفسكي يعلن مصيره النهائي    حملة أمنية تضبط 23 قضية سلاح ومخدرات وتنفذ 808 أحكام قضائية    إصابة طالبين بجروح قطعية خلال مشاجرة داخل مدرسة بالشرقية    قصور الثقافة تقدم 20 عرضا مجانيا في موسم المسرحي بالزقازيق وكفر الشيخ    رئيسة الأوبرا تصدر قرارا بتكليف خالد داغر مديرا لمهرجان ومؤتمر الموسيقى العربية ال32    المفتي يحذر الحجاج: «لا تنشغلوا بالتصوير والبث المباشر»    الصحة: الجلطات عرض نادر للقاح أسترازينيكا    لحماية صحتك.. احذر تناول البطاطس الخضراء وذات البراعم    ارتفاع حصيلة ضحايا الفيضانات بأفغانستان إلى 315 شخصًا    مجلس الشيوخ يقف دقيقة حدادًا على النائب الراحل عبد الخالق عياد    مظاهرات الجامعات توقظ ضمير العالم    بعد افتتاح السيدة زينب، الأوقاف: خطة كبيرة لتطوير مساجد آل البيت والصحابة    هشام آمنة: 256 مليون جنيه لتطوير منظومة إدارة المخلفات بالمنوفية    بطاقة 600 طن يوميًا.. إنشاء مصنع لتدوير المخلفات الصلبة فى الدقهلية    الإطاحة بتامر مصطفى.. قرار عاجل بتولي طلعت يوسف تدريب فيوتشر    عبدالله رشدي يعلن استعداده لمناظرة إسلام بحيري بشأن "تكوين"    روبوت للدفاع المدنى.. مشروع لطلاب جامعة أسيوط التكنولوجية    مصرع شاب أسفل عجلات القطار بالمحلة الكبرى    ضبط دقيق مدعم وكراتين سجائر قبل بيعها بالسوق السوداء في المنيا    تأجيل محاكمة المتهمين بقتل سائق توك توك وسرقته في الفيوم لعدم حضور الشهود    مواعيد امتحانات كليات جامعة حلوان الفصل الثاني 2024    إعلان خلو مقعد الراحل عبد الخالق عياد من الشيوخ وإخطار الوطنية للانتخابات    الآثار تنظم سلاسل فعاليات ومعارض مؤقتة بالمتاحف احتفالا بهذه المناسبة    رئيس اليونان تزور المتحف اليوناني الروماني بالإسكندرية (صور)    المشاهد الأولى لنزوح جماعي من مخيم جباليا شمال غزة هربا من الاجتياح الإسرائيلي    في العالمي للتمريض، الصحة: زيادة بدل مخاطر المهن الطبية    بعد توجيهات الرئيس بتجديدها.. نقيب الأشراف: مساجد آل البيت أصبحت أكثر جذبا للزائرين    جامعة الأقصر تخطط لإنشاء مستشفى وكليتي هندسة وطب أسنان    الدفاع المدني في غزة: خسرنا أكثر من 80% من قدراتنا    مجلس الجامعات الخاصة يكشف قرب الانتهاء من إنشاء 7 مستشفيات    هيئة الرعاية الصحية: تعزيز الشراكات مع القطاع الأهلى والخاص يضمن جودة الخدمة    تطورات قضية زوج المذيعة أميرة شنب.. وقرار جديد من المحكمة    بايرن ميونخ يستهدف التعاقد مع مدرب "مفاجأة"    رئيس تحرير الجمهورية: بناء الأئمة والواعظات علميًا وخلقيًا ومظهرًا وأداءً من بناء الدول    المشدد 5 سنوات لعاملين بتهمة إصابة شخص بطلق ناري بشبرا الخيمة    إيرادات مفاجئة لأحدث أفلام هنا الزاهد وهشام ماجد في السينما (بالتفاصيل والأرقام)    حريق يلتهم سيارة داخل محطة وقود في أسوان    التضامن: زيادة مكافآت التطوع الشهرية للرائدات المجتمعيات إلى 1500 جنيهًا    أسيوط: إزالة 8 تعديات على أراضي زراعية ومخالفات بناء بمراكز أسيوط وصدفا وحي شرق    الأحد المقبل.. إعلان تفاصيل الدورة الأولى لمهرجان دراما رمضان    تأهل 4 لاعبين مصريين للجولة الثالثة من بطولة العالم للإسكواش    مدبولي: نراقب الدين العام ووضعنا قيودا على النفقات الحكومية    حازم إمام: لا تذبحوا شيكابالا.. وغيابه عن نهضة بركان مؤثر علي الزمالك    الإفتاء: توضح حكم سرقة التيار الكهربائي    إسلام بحيري يرد على سبب تسميه مركز "تكوين الفكر العربي" ومطالب إغلاقه    الرئيس السيسى من مسجد السيدة زينب: ربنا أكرم مصر بأن تكون الأمان لآل بيت النبى    الصحة: تطوير وتحديث طرق اكتشاف الربو وعلاجه    عمرو أديب ل إسلام بحيري: الناس تثق في كلام إبراهيم عيسى أم محمد حسان؟    جلسة مرتقبة بين حسين لبيب ولاعبي الزمالك قبل مواجهة نهضة بركان    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



إيران بلا أسلحة نووية
نشر في الشروق الجديد يوم 20 - 06 - 2011

هل تتذكرون إيران؟
أنا أتذكرها. لقد مر عامان منذ انتفض الشعب الإيرانى، احتجاجا على سرقة الانتخابات فى شجاعة أدهشت العالم وقدم للأمريكيين صورة أكثر صدقا لأمة أكثر شبابا وأكثر ثقافة من صورة الشبح القديم المتعصب الإسلامى الملتحى. وعلى الرغم من قمع الحركة الخضراء بالعنف الوحشى، ساعد نموذجها فى اندلاع الربيع العربى.
وكما كتب حميد داباشى، من جامعة كولومبيا، فى يوليو 2009 «أعتقد أن طهران هى نقطة البداية لحركة الحقوق المدنية التى ستؤثر على جميع البلدان الإسلامية والعربية، بل وحتى إسرائيل». وأضاف «غيرت اللقطات المتحركة لإيرانيين يتدفقون فى حيوية إلى الشوارع، المفردات البصرية لنظرة العالمية إلى الشرق الأوسط إلى الأبد».
ولا تكاد تكون هناك كلمات أكثر تبصرا من تلك الكلمات، التى استشهد بها نادر هاشمى، من جامعة دينفر، فى حديث أخيرا عن إيران، لاحظ فيه أهدافا مشتركة بين الإيرانيين والعرب: «الديمقراطية والكرامة، وحكم القانون واحترام حقوق الإنسان الأساسية، والشفافية السياسية، والقضاء على الفساد».
ومازال هذا الدافع قويا فى إيران تحت سطح هيكل الجمهورية الإسلامية الغامض فاقد الاتجاه. وقد أصبحت إيران ضعيفة الآن، وأيديولوجيتها مثيرة للسأم كأيديولوجية أسامة بن لادن، كما أنها هامشية بالنسبة للشعوب التى تسعى للتوفيق بين عقيدتها الإسلامية والحداثة بأساليب جديدة.
وسوف أستكشف هذا الضعف عبر أساليب جديدة. غير أننا مازلنا مرتبطين بأكثر علاقة مريضة بالشك فى العالم: العلاقة الأمريكية الإيرانية.
ويرجع ذلك بدرجة كبيرة إلى أن هناك طريقة أخرى لتذكر إيران باعتبارها شبح الأخطار النووية، البلد الواقف دائما على حافة إنتاج سلاح نووى، أو الحصول على «القدرة الفعالة» لصناعة هذا السلاح، لكنها لم تفعل أيا من ذلك، على الرغم من تحذيرات رهيبة لقادة إسرائيل ترجع إلى التسعينيات، وفضلت أن تبقى فى المنطقتين المفضلتين لدى الجمهورية الإسلامية: الازدواجية، والقصور الذاتى.
وبينما ننتظر هذا الشبح المراوغ، ربما نتذكر توقع إنتاج قنبلة بحلول 1999 (شيمون بيريز) أو 2004 (إيهود باراك)، أو حديث رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو عن «مذهب دينى مروع يسيطر على قنابل نووية» أو إشارة صديقى جيفرى جولدبرج فى ذى أتلانتك العام الماضى إلى «توافق» على أن هناك «احتمالا يزيد على 50٪ أن تشن إسرائيل ضربة بحلول يوليو المقبل» أى أن ذلك سيحدث الشهر المقبل.
وربما يكون من المفيد أيضا ذكر أن مائير داجان، الرئيس السابق لوكالة التجسس الإسرائيلية الموساد، أعلن الشهر الماضى أن الهجوم على إيران سيكون «فكرة غبية». ورأى أن المشكلة الرئيسية ليست إيران نفسها وإنما حساسية نتنياهو من «المغامرة الخطرة».
وطفت مخاوف داجان على السطح عندما قال سيمور هيرش فى مقال بمجلة نيويوركر هذا الشهر، كما قال ذلك أيضا فى مقابلة: «ليس هناك دليل حاد داخل إيران على أنها تقوم بأى شىء فعليا لإنتاج سلاح نووى».
وكشف تقريره عن أن تقديرات الاستخبارات القومية الأمريكية لعام 2007 خلصت «بقدر عال من الثقة» إلى أن إيران أوقفت برنامجا للأسلحة النووية عام 2003، ومازال هذا الرأى قائما فى تصنيف الاستخبارات القومية الأمريكية لعام 2011. وكما أوضح مسئول استخباراتى كبير متقاعد لهيرش، فليس هناك «أى جديد مهم» يمكن أن «يؤدى إلى قنبلة».
وبعبارة أخرى، فإيران، مركز عدم الكفاءة، العاجزة عن إنتاج كيلوواط من الكهرباء من خلال مفاعل بوشهر النووى على الرغم من عشرات السنين من المحاولات، مازالت تؤدى دورها القديم وهو الوقوف على حافة الهاوية.
ولنتذكر، أن على خامنئى، المرشد الأعلى، هو الوصى على الثورة. وهو منصب محافظ. وأى تقدم، ناهيك عن قنبلة، يعتبر أمرا بعيد المنال، إذا كان الحفاظ على الجمهورية الإسلامية هو ما قطعت على نفسك تعهدا بشأنه.
والأمر الأفضل كثيرا، أن تحصل على نفوذ عبر إنتاج يورانيوم منخفض التخصيب بعيدا عن مستوى الأسلحة تحت أعين الوكالة الدولية للطاقة الذرية، بينما تطلق العنان لانتشار الشائعات.
وهكذا، فإن إيران التى بقيت طويلا فى صدارة الأجندة الأمريكية، تراجعت الآن. وذلك بسبب الربيع العربى إلى حد ما. وإلى حد ما أيضا لأنك لا تستطيع أن تظل تردد نفس الشىء.
فالناس يبدأون فى تذكر الكلام المعاد، على الرغم من أن أحدا من مدرسة خطر إيران الواضح والآنى، وهى مدرسة كبيرة، لم يستدع للمساءلة.
وكان يجب مساءلتهم. فقد صرف هاجس البعبع النووى الانتباه عن الحاجة لتلمس إقامة علاقة مع طهران، ورؤية إيران كما هى فى الواقع. ولم تبذل فى سبيل ذلك إلا جهودا غاية فى الضآلة، وغير كافية لجس المياه.
وهى مياه مضطربة. فالجمهورية الإسلامية لم تتعاف من الاضطراب الذى تعرضت له عام 2009.
وقد استغرقها النفاق الغث وهى تشيد ببعض العرب الشجعان (ولكن ليس أولئك الذين فى سوريا) بينما تتعامل بوحشية مع الساعين الإيرانيين إلى تحقيق الحرية التى وعدوا بها عام 1979. ولا ينخدع العرب بالنفاق الإيرانى. ولا وجود لهدف مشترك بين قائد قوة الحرس الإيرانى والمعارضة، من أجل إنقاذ البلاد.
ويدور خلاف بين خامنئى والرئيس محمود أحمدى نجاد، الذى أثار الاستياء أخيرا لأنه حصل على إجازة من العمل 11 يوما مما أثار غضب الجميع.
ويقوم البرلمان الإيرانى بالتحقيق مع أحمدى نجاد بسبب عدة تهم بالاحتيال، من بينها شراء أصوات عام 2009! وقد تعرض أحمدى نجاد لصيحات استهجان فى أثناء إلقاء خطابه فى ذكرى وفاة آية الله خمينى فى الثالث من يونيو. وتتسم إيران بما وصفته أخيرا فريدة فارحى، من جامعة هاواى بأنه «فوضى إدارية».
وتلك ليست طريقة لصنع أسلحة نووية. فعندما نتذكر إيران ويجب أن نتذكرها يجب أن نستدعى دعاة الخوف للمساءلة.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.