وصفت أوساط المثقفين والروائيين المصريين الرد الذى بعث به مستشار حملة فاروق حسنى وزير الثقافة للصحف أمس الأول عن تكذيب واقعة رفض حضور الوزير مهرجان «تولوز» الفرنسى بسبب وجود الروائى الكبير صنع الله إبراهيم بأنه يخلو من الدبلوماسية والحصافة التى يمكن أن تقود مرشحا مصريا إلى المقعد الدولى المرموق. قام حسام نصار مستشار الوزير بتكذيب «الشروق» عن واقعة وردت فى مقال للكاتب الروائى علاء الأسوانى على صفحاتها، وهو ما يعتبر خلطا بين السياسة التحريرية للجريدة وآراء الكتاب على صفحاتها. وقال الرد إن الوزير لم يتلق دعوة لحضور معرض تولوز الذى اتخذ من الأدب المصرى ضيف شرف، وقال إنه لم يتلق دعوة رسمية أو غير رسمية بشأن المعرض، كما ذكرت «الشروق» فى مقال للكاتب علاء الأسوانى. فى الوقت نفسه، أكدت داليا حسن مديرة المهرجان المفوضة أن واقعة اشتراط الوزير عدم دعوة صنع الله إبراهيم صحيحة. وأكدت داليا حسن فى اتصال هاتفى مع «الشروق» أن الدعوة وجهت بالفعل إلى فاروق حسنى، وأن السفارة المصرية بباريس تسلمتها، لكنها قالت إنها لا تعلم إذا كانت السفارة قامت بإرسال الدعوة إلى الوزير أم لا؟. وفى الأوساط الثقافية بالقاهرة، نفى أحد كبار الكتاب رفض ذكر اسمه أن يكون هناك تأثير لمساعى استقطاب المثقفين لتأييد فاروق حسنى، وقال الكاتب المعروف إن تأييد المثقفين كان فاعلا منذ شهرين، أما اليوم فالتركيز كله على الدول الأعضاء فى المنظمة والذين يملكون حقوق التصويت. وبسؤاله عن الضغوط التى تمارسها وزارة الثقافة عن طريق كبار الكتاب لدعم الوزير، قال الروائى سعيد الكفراوى: «طبيعى أن يتم تجييش كل من يتبنى موقف الوزير من قبل وزارة الثقافة، أما المثقفون المعارضون فلهم موقف من التطبيع وأنا واحد منهم». وأعلن الكفراوى الذى أيد فى بداية الحملة الوزير المصرى بصفته عربيا مرشحا لمنصب دولى سينحاز فيه بالضرورة للثقافة، ويمارس فيه رؤيته للثقافة، عن تراجعه عن التأييد لو أن هذا الدعم من المثقفين المصريين سيأتى بعد الاعتذار للثقافة العبرية وبعد طرح فكرة ترجمة الأدب العبرى، إذ لا يمكن أن يتحول الموقف من حرق الكتب الإسرائيلية إلى ترجمتها، مشيرا إلى تصريحات الوزير التى أعلنها فى مصر ثم اعتذر عنها فى مقاله الشهير بجريدة لوموند الفرنسية واصفا تصريحاته بأنها «زلة لسان غير مقصودة تفوهت بها فى لحظة غضب»، وأكد الكفراوى أن استقطاب المثقفين المصريين لن يفيد بأى شىء، وأنه من الأجدى الالتفات لآراء الكتاب الفرنسيين الثلاثة أصحاب التوجه الصهيونى الذين شنوا حملة ضد حسنى أو رفض السفير الروسى فى مصر، أو حياد الموقف الفرنسى. أما جمال الغيطانى الذى عرف بمواقفه النقدية لسياسات الوزارة، فقد أكد أنه لم يتعرض لأى ضغط «لكن طالما هذا هو موقف الدولة المصرية فعلىّ أن أحترمه، فالموضوع أصبح الآن لعبة دول بين بعضها البعض، لا أريد أن أكون سببا فى إعاقة نجاح مرشح مصرى»، وأضاف بميل إلى الحيادية: «سيقولون وقتها لقد تسبب المثقفون فى سقوطه فى الترشيح»، وأكد الغيطانى مثل الكفراوى أن اعتذار حسنى الذى قدمه للإسرائيليين على طبق من فضة قد أضعف فرصته فى المعركة بشكل كبير. وكان فاروق حسنى قد أقام معرضا فى باريس أخيرا تحت عنوان «تاريخ مصر واليونسكو» فى إطار حملة دعمه التى تقودها وزارة التعليم العالى بالتعاون مع وزارة الثقافة.