●● ما حدث فى مباراة الأهلى وكيما أسوان، هو حريق اشتعل ضمن حرائق يومية تشتعل.. ولا تجد فى نهايتها حقيقة مؤكدة أو تحديدا للمسئول عن إشعال هذا الحريق.. ما حدث كان خطيرا وسوف تتبعه أخطار. نريد تحقيقا سريعا يحدد المسئوليات.. وينتهى بمحاسبات.. وإذا كان هناك اتحاد لكرة القدم فإن العقاب هو حرمان صاحب الأرض من جمهوره بسبب الشغب الذى وقع داخل الملعب.. أما إذا كنتم ترون أن الحل هو إلغاء الدورى والنشاط الرياضى، بسبب التجمعات ومخاطرها درءا للاشتباكات والتخريب فنحن معكم، لكن عليكم إلغاء الدراسة والجامعات، والسينما ومنع الخروج إلى المتنزهات، ولا يهم أن تضيع سنة من عمر ملايين الطلبة والتلاميذ، فلا تهم سنة من عمر الأبناء مقابل سنة لا تساوى الكثير من عمر وطن؟!
●● ليست القضية كرة القدم، فقد كانت المباراة مثل حب من طرف واحد، مملة، لا معنى لها، عذابا لفريق كيما، واستعلاء لفريق الأهلى.. ليست المباراة إذن.. ولكنه تيار جارف تولد فيه الفوضى يوميا فى كل موقع بتأثير إحباط وكبت واستبداد وظلم طويل قديم.. ونحن ضد المساس بكرامة أى مواطن، وضد سياسات الشرطة السابقة، التى ظلت طوال 30 عاما محكومة بنظرة بوليسية تعسفية، يخضع فيها العبيد للسادة، بحجة حماية الوطن والنظام.. فالشرطة لحماية الشعب والقانون، ونحن أيضا ضد محاسبة الشرطة اليوم على سلوكها القديم، وتغذية العداء باستمرار بينها وبين الناس.
●● هناك أيد تدفع البلد إلى الارتباك، والتردد، والاشتباك، والخوف.
وتعبث بنا وبالبلد، تلعب لمصلحة النظام السابق بكل قوة.. وتدفع الناس إلى الفزع من ثورة التحرير ونتائجها ومستقبلها. وتلك الأيدى هى التى تغذى الفتن، وتنشر الخوف والشائعات، وتدفع بالشباب إلى الاقتتال والاشتباك.. وهى التى عطلت بدء محاكمة الرئيس السابق، وتبدو كأنها تسعى لإفساد محاكمته أو إطالتها، وإن لم تفعل ذلك فإنها بالتأكيد تشوه ساحة العدالة أمام الرأى العام.. وهى الأيدى نفسها التى أشعلت النار فى مدرجات الاستاد، وأشاعت ونشرت أخبارا بسقوط قتيل أو قتلى عبر وسائل الاتصال دون سند حقيقى أو معلومة دقيقة.
●● والمؤسف أن أكثر من 80% من الإعلام، يستقى معلوماته من أطراف المعارك والصراعات، ولا يدفع بممثليه حيث تقع الاشتباكات، وتكون النتيجة تعدد الروايات وهذا الإعلام يغذى بدوره، وبغيابه، وبغبائه، الفتن. وهو شكل من أشكال الإعلام الجديد المبهور بالأضواء والنجومية، وكلمات الإطراء والإشادة بسحق المعتدين والوقوف أمام بقايا الاستبداد والطغيان، مع أن الاستبداد رحل بالثورة والطغيان يموت بالمحاكمة، وليس من الشجاعة محاربة الراحلين والموتى.
●● الشجاعة الآن هى السعى للبناء وسط معاول الهدم الصاخبة.. الشجاعة هى العمل والإنتاج، وليس نثر الفوضى ونشرها.. إن أصحاب الشواكيش يملأون الآن المواقع والشاشات والصحف والأوراق، ويشعلون النار، ويحرقون بلدهم، وهم مثل نيرون الذى حرق روما ووقف يهتف ويشدو فوق أطلالها.
●● يارب احمى مصر من حريق يشتعل.. يارب احمنا من نيرون وكل رفاقه.