شهدت العاصمتان السوريتان، السياسية والاقتصادية، أمس معارك «كر وفر» بين الجيشين «السورى الحر» و«النظامى»، فى وقت أعربت فيه قياديتان شيعيتان فى لبنان عن دعمهما للثورة السورية، وأجرت وزيرة الخارجية الأمريكية مباحثات فى أنقرة حول ما بعد سقوط نظام الرئيس السورى بشار الأسد. إذ اندلعت اشتباكات شرسة بحى التضامن جنوبى دمشق، وانفجارات بحى القابون وإطلاق نار كثيف بجوبر (شرق)، وقصف على مدينة حرستا بريف دمشق، ما أودى بحياة ثلاثة مدنيين، بينهم طفل. وتأتى هذه التطورات رغم إعلان النظام المتكرر خلال الأسبوعين الماضيين استعادة السيطرة على دمشق، التى شهدت قبل ثلاثة أسابيع اشتباكات ضارية.
شمالا وتحديدا فى حلب، «تمكنت وحدات الجيش (النظامى) من تطهير ساحة حى المشهد من المسلحين»، بحسب وكالة الأنباء السورية التى أضافت أن «المجموعات المسلحة تعانى من نقص الذخيرة بعد إحكام وحدات الجيش الطوق عليها وتدميرها مراكز قيادات المسلحين ومخازن أسلحتهم».
وتشهد حلب، ولا سيما حى صلاح الدين، معارك «كر وفر» بين الجيشين «النظامى» و«الحر»، الذى يحاول استعادة الحى بعد أن اضطر، تحت قصف مكثف، إلى الانسحاب منه كى يعد ل«هجوم مضاد». ومن المدينة، قال عضو «الهيئة العامة للثورة السورية»، أبوسامر الحلبى، ل«الشروق»: إن «مقاتلى الجيش الحر عادوا للتمركز فى حى صلاح الدين بينما يقصفه الجيش النظامى بكثافة»، مشددا على أن «الجيش الحر لا يتقهقر كما يعتقد البعض، بل يزداد قوة يوما بعد آخر، لكن هذه هى طبيعة معارك الكر والفر».
وفى دعم غير مسبوق، أصدر رجلا الدين الشيعيان اللبنانيان البارزان، العلامة هانى فحص، والسيد محمد حسن الأمين، بيانا أكدا فيه وقوفهما مع ثورة الشعب السورى، «كما ناصرنا الثورة الفلسطينية والإيرانية والليبية وباقى الثورات والحركات المطالبة بالإصلاح فى كل الدول العربية».
إلى ذلك، بحثت وزيرة الخارجية الأمريكية أمس مع المسئولين الأتراك تطورات الأوضاع بسوريا، والإعداد ل«اليوم التالى» لسقوط نظام الأسد. كما التقت أعضاء فى المعارضة السورية ولاجئين سوريين. مقابل التحركات الأمريكية، أجرت قطع من البحرية الروسية مناورات استغرقت يومين فى البحر المتوسط، تضمنت الذخيرة الحية والقواذف وأنظمة الصواريخ.
وشاركت فى المناورات ثلاث سفن إنزال هجومية كبيرة وفرقاطتان ومدمرة وسفينتا دعم من أسطول البلطيق والاسطول الروسى الشمالى واسطول البحر الاسود. وتعد روسيا أبرز حلفاء الأسد، إضافة إلى الصين وإيران وحزب الله اللبنانى.