هناك مؤشرات على أن الإسلام المتشدد قد ضرب جذوره في جمهورية تتارستان الروسية الثرية، بعد أن تعرض زعيم مسلم لهجوم أودى بحياته بينما جرح آخر في الهجوم.
وقد ألقت الشرطة الروسية القبض على سبعة من المشتبه بضلوعهم بالهجوم، حسب ما صرح مسؤولون، لكن مصادر في جهاز الشرطة المحلي قالت ل(بي بي سي) إنه تم استجواب أكثر من مئة شخص، بينما تقول بعض المجموعات الإسلامية في تتارستان إن عدد المحتجزين بلغ خمسمئة.
وبين المعتقلين شخص كان ينظم رحلات حج، ويقال إنه على خلاف مع المفتي.
وقال المفتي فريد سلمان ل(بي بي سي) إنه يعتقد أن الانفجار والاشتباك الذي وقع ليس إلا البداية، وأن هناك ما يربو على ثلاثة آلاف متشدد في تتارستان.
وقد شهدت منتديات على الانترنت دعوات لقتل أشخاص ينتقدون الوهابية.
وكانت تتارستان، ذات الأغلبية المسلمة معروفة بالاستقرار والانسجام، وحتى أثناء الحقبة السوفياتية، كانت تعد مثالاً للتعايش السلمي بين الأديان والأعراق المختلفة.
لكن الأجواء اختلفت الآن، حيث يهدد متطرفون إسلاميون بإطلاق موجة من العنف.
وبينما كنا نعبر أحد المنتزهات حيا أحد المعارف فريد سلمان قائلاً: «مرحبا فريد، أنا سعيد أن أراك حيًا».
ويحصل المتشددون الإسلاميون على دعم من عالم الجريمة المنظمة، هذا ما قالته مصادر أمنية ل(بي بي سي).
ويقوم بعض الأشخاص بابتزاز التجار في السوق وإجبارهم على دفع الإتاوات، بدعوى الزكاة، ويقال إن تلك المبالغ تدفع «لأغراض الجهاد» العنيف.
وقد شوهد متشددون تتار في أوساط المسلحين في الشيشان وحتى في أوساط مسلحي طالبان في أفغانستان.
ويقول بعض الخبراء؛ إن جماعات المتشددين في تتارستان وضعت خلافاتها جانبًا وتحاول الاتحاد من أجل زيادة قوتها ونفوذها.
ويقول رئيس سليمانوف- مدير الفرع المحلي لمركز الأبحاث الاستراتيجية (فولغا): «السلطات فضلت الإبقاء على الانطباع السائد من أن السلام يعم في هذه المنطقة، لم يستمعوا إلينا ولم يسمحوا لنا بالحديث، وهكذا خرجت الأمور عن السيطرة».
وكان سليمانوف؛ قد طرد من وظيفته بعد أن نشر بحثه عن صعود الأصولية عام 2010.
ويقول المفتي فريد سلمان «يبدو أننا وصلنا نقطة اللاعودة».
وقد صرح مدير مكتب وزارة الداخلية المحلي بعد تعرض مفتي تتارستان لمحاولة الاغتيال «هناك حرب غير معلنة تدور منذ 13 عامًا»، وأضاف أن «مئات المتطرفين جرى التعرف عليهم وأخضعوا للمراقبة من قبل الشرطة، وأنه جرى التخلص من أربع منظمات مسلحة في السنتين الماضيتين في تتارستان».
ذريعة للقمع؟
ويقول موسى بليف، وهو محام بارز في موسكو، إن أجهزة الأمن الروسية تستخدم هذا المناخ ذريعة لاعتقال أشخاص كانت تريدهم سابقًا، ويتفق مع هذا نائل نابيولين- رئيس إحدى المنظمات القومية المحلية.
وكان هناك تأثير أصولي عربي منذ تسعينيات القرن الماضي، وهناك الكثير من رجال الدين الراديكاليين الشباب في تتارستان ممن تلقوا تعليمهم في السعودية.
وكان زعيم المتمردين الشيشان دوكو عمروف؛ قد صرح عام 2011 أن «على مجاهدي القوقاز الانتقال إلى حوض الفولغا لإعداد المسلمين هناك للجهاد الذي سيؤدي في النهاية إلى إقامة إمارة إسلامية في القوقاز».