تواصل نيابة بولاق أبوالعلا، تحقيقاتها وسماع اقوال افراد أمن أبراج نايل سيتى، حول الأحداث التى شهدتها منطقة كورنيش النيل، وأسفرت عن مقتل «مسجل خطر»، وإصابة آخر، واحتراق عدد من السيارات. فى الوقت نفسه، كشف أحد افراد الأمن ل«الشروق» عما وصفه بأنه «السبب الرئيسى فى اندلاع أحداث نايل سيتى»، موضحا أن ادارة الفندق «عقدت اتفاقا منذ احداث 25 يناير مع عدد من المسجلين خطر من قاطنى منطقة بولاق ابوالعلا، المتاخمة للفندق، يتولوا بمقتضاه حماية المبنى مقابل حصولهم على مبالغ مالية تراوحت بين ألف و7 آلاف جنيه، حسب خطورة المسجل».
وقال فرد الأمن الذى فضل عدم ذكر اسمه أن الإدارة «لجأت إلى تلك الفكرة خوفا من مهاجمة الأهالى للمبنى، مستغلين الغياب الكامل للأمن فى ذلك الوقت، فى سرقة الفندق والتعرض إلى موظفيه»، مضيفا: «منذ شهرين، اتخذت الإدارة قرارا بعدم اعطاء هؤلاء المسجلين اية مبالغ مالية، بعدما ساد شعور بتحسن الوضع الأمنى داخل مصر، وتولى رئيس منتخب ادارة البلاد، مما أثار غضب المسلجين، وتسبب فى اندلاع الأحداث الأخيرة».
وخلال تحقيقات النيابة برئاسة المستشار على داود، روى محمد بسيونى، أحد أفراد الأمن المعينين على حراسة الفندق مصاب بطعنة فى الظهر تفاصيل الأحداث التى شهدتها منطقة رملة بولاق، حيث قال: «يوم الحادث كنت المسئول عن طاقم أفراد الامن الموجودين بالفندق، حينها حضر عمر البنى (المجنى عليه) إلى الفندق، وكان غاضبا وبصحبته 2 آخرين وكان يبدو عليه انه عاقد العزم على افتعال مشكلة أو مشاجرة مع كل من يقابله من أفراد الأمن، وذلك لكى تسمح له ادارة الفندق بالدخول والصعود لمقابلة احد المسئولين للحصول على أى مبلغ مالى مقابل خروجه من الفندق دون مشاكل».
وأضاف: «عندما قابل المجنى عليه أحد افراد الامن على البوابة الرئيسية تعدى عليه بالضرب، دون أن يصدر من موظف الأمن أى خطأ فى حقه، وعند علمت ذلك أسرعت نحو البوابة لكى امنعه من الدخول وحاولت تهدئته ومعرفة ما يريد، ولكنه كان ثائرا وظل يردد الشتائم النابية، وقال لى مهددا: اللى هاقابله فى الفندق هدبحه، وتوجه مسرعا نحو السلالم، وكانت بيده مطواة، وحين حاولت منعه، طعننى بالمطواة فى ظهرى».
وتابع بسيونى: «انتشر فى منطقة رملة بولاق المتاخمة للفندق نبأ مشاجرة البنى مع أمن الفندق، فبدأوا بالهجوم علينا، محاولين اقتحام المبنى بأعداد كبيرة، وكانت بحوزتهم أسلحة بيضاء وخرطوش.. وكلما مر الوقت كانت أعدادهم تزداد.. وحطموا زجاج الواجهات، ومدخل الفندق واستولى عدد منهم على بعض منقولات صالة الاستقبال.. الأمر الذى دعا الإدارة إلى إغلاق جميع مداخل مخارج الفندق، ولجأ افراد الأمن إلى استخدام طفايات الحريق وخراطيم المياه لإخراجهم من صالة الفندق».
وقال الشاهد أيضا: «بدأ البلطجية فى إلقاء زجاجات المولوتوف، واطلاق الاعيرة النارية على زجاج المبنى، واستطاعوا الدخول اليه.. وقتها شعر نزلاء الفندق بالخطر وحاولوا الخروج ولم يتمكنوا.. كان من الصعب منع ذلك الكم الهائل من البلطجية من الدخول، وكان شغلنا الشاغل هو الحفاظ على أرواح النزلاء والموظفين فذهبت مسرعا ومعى زملائى إلى المصاعد لتعطيلها، حتى لا يستخدمها البلطجية فى الصعود إلى النزلاء، وأغلقنا كذلك سلالم الطوارئ وأبواب المكاتب على موظفى الفندق.. حاول ضباط شرطة السياحة تهدئة الأمور لحين حضور قوات الدعم، لكنهم لم يفلحوا فى ذلك حيث هاجمهم البلطجية، والتف عدد كبير منهم حول المقدم ياسر على، الضابط بشرطة السياحة، والذى طلب منهم الهدوء فاعتدوا عليه وحاولوا سرقة سلاحه الميرى، وكان فى مقدمتهم المجنى عليه (عمر البنى).. فما كان من ضابط الشرطة الا أن تشبث بمسدسه، واطلق منه رصاصة اصابت المجنى عليه فى بطنه».
وأضاف بسيونى: «كان المجنى عليه ملقى على الأرض، وكان لا يزال على قيد الحياة.. طلبت من إدارة الفندق أن تستدعى سيارة إسعاف، ولكن الأهالى المتجمهرين أمام الفندق رفضوا وصول الإسعاف إلينا، حتى لفظ البنى أنفاسه ليزداد الأمر تعقيدا.. ونجح الأهالى فى اختطاف الجثمان من داخل الفندق، وعادوا إلى منطقة الرملة، ليعود الهدوء إلى محيط الفندق.. ولكن تجدد الهجوم مرة أخرى بشكل أكثر شراسة، حيث عادت أعداد كبيرة وأطلقوا النار على الفندق، وأشعلوا النيران فى السيارات الموجودة خارجه، وقطعوا طريق الكورنيش».
وقال فرد الأمن أحمد حمدى، والذى كان معينا على حراسة البوابة الرئيسية للمبنى: «رأيت المجنى عليه قادما نحوى وبصحبته 2 آخرين، وكان يبدو عليهم انهم فى غير وعيهم وبدأ فى الحوار معى وأنا جالس فى مكانى، وقال لى: انت مالك بتكلمنى بقرف كده ليه.. قوم اقف وانت بتتكلم معايا، فقلت له كل سنة وانت طيب الواحد صايم مش قادر يتكلم.. سيبنى أشوف شغلى، فما كان منه إلا أن تعدى على بالضرب ووضع أحد مرافقيه مطواه على رقبتى، وأخرج الثالث فرد خرطوش وجهه إلى صدرى».
وأضاف حمدى: «أبلغت بعدها رئيسى فى العمل.. وفوجئت بالمجنى عليه ومن معه يهاجمون المبنى ويتعدون على كل ما فيه.. وتهجموا على ضابط شرطة السياحة وحاولوا سرقة مسدسه، الا انه استطاع الافلات منهم بعد أن تجمع نحو 10 اشخاص فى مواجهته، واطلق رصاصة اودت بحياة المجنى عليه، وبعدها هاجموا الفندق من كل اتجاه، واطلقوا الاعيرة النارية، وألقوا زجاجات المولوتوف والحجارة علينا، إلى أن جاءت الشرطة وسيارات الأمن المركزى بعد نحو ساعة ونصف الساعة من بداية الأحداث، لتدور اشتباكات جديدة مع القوات، استمرت قرابة 4 ساعات، سيطرت بعدها الشرطة على الموقف، وألقت القبض على عدد كبير من البلطجية».
إلى ذلك هدد اهالى منطقة رملة بولاق بالاعتصام أمام أبراج نايل سيتى اذا تم حبس ال18 المقبوض عليهم من أهل المنطقة بتهمة التعدى على الابراج والحاق التلفيات بها وحيازة أسلحة نارية.
فيما شهدت المنطقة حالة من الهدوء الحذر من الاهالى وقوات الشرطة نتيجة اختفاء الاهالى وذهابهم وراء ابنائهم المقبوض عليهم إلى النيابة العامة للتحقيق معهم فى التهم الموجهة إليهم.
وواصلت قوات الأمن فرض كردون حول المبنى.. وعادت الحياة بصورة طبيعية إلى الفندق وأصبح يستقبل زائريه ونزلاءه.
فيما كثفت ادارة الابراج من احتياطاتها الامنية من خلال تركيب ابواب خشبية بدلا للابواب الزجاجية التى تم تحطيمها من اهالى رملة بولاق على خلفية الاحداث، لزيادة الحماية للمبنى ولضمان عدم اقتحامه مرة ثانية، وبدأت عمليات الإصلاح لبقية الأبواب ولماكينات الصرف الآلى التى تم تحطيمها.