لم تتوقف المشاجرات طوال اليومين الماضيين بمدينة طنطا التي تحولت بين عشية وضحاها إلى مقالب متصلة من أكوام القمامة، التي أغلقت في كثير من الأحياء مداخل المنازل على خلفية إغلاق شركة النظافة الخاصة المتعاقدة مع المحافظة (كير سرفيس) أبوابها، وتسريح مئات العمال كعقاب لهم على مطالبتهم بالتثبيت ورفع رواتبهم.
كان عمال الشركة قد نظموا أكثر من وقفة احتجاجية أمام ديوان عام المحافظة، للمطالبة بالتثبيت ورفع الرواتب المتدنية بالشركة، وفوجئ المحافظ بقرار الشركة بإنهاء التعاقد مع المحافظة وتسريح العمال المطالبين بالتثبيت، ليجد المحافظ والتنفيذيون أنفسهم في ورطة لاستيعاب تلك العمالة بجهاز النظافة وتجميل المدينة، الذي يفتقد لأبسط الإمكانات.
الجانب الآخر من المشكلة، تمثل في عدم قدرة مجلس المدينة وجهاز تجميل المدينة على استيعاب كمية القمامة التي تخرج من المدينة يوميًا، خاصة في ظل العدد والسيارات المتهالكة للغاية، وعدم العثور على عمال النظافة المسجلين بدفاتر الحضور والانصراف والمحسوبين على الحكومة ومجلس المدينة.
وقد نشب العديد من المشاجرات بين المواطنين الذين حاولوا التخلص من أكوام القمامة بالطرق وعلى النواصي، وسجلت محاضر الشرطة أكثر من 18 إصابة بين المواطنين خلال تشاجرهم للخلاف على إلقاء القمامة، وسجلت شوارع كفر عصام والحكمة والعجيزي وطه الحكيم أكثر عدد من المشاجرات.
بالإضافة لاشتعال النيران ذاتيًا في أكوام القمامة المتراكمة، كما أكد خالد حماد الذي أبلغ النجدة عن اختناق المواطنين بطريق "المرحة وفيشا سليم" بسبب اشتعال النار في أكوام القمامة وتصاعد ألسنة اللهب، وانبعاث أدخنة كثيفة أدت لاختناقات بين المواطنين.
يذكر أن شركة النظافة الخاصة كانت تتقاضى 200 ألف جنيه شهريًا من المحافظة في تصرف أثار الجدل في ظل وجود مجلس المدينة وجهاز نظافة وتجميل المدينة بموظفيه، في الوقت الذي ما زالت تصر فيه شركة الكهرباء على تقاضي رسم النظافة على إيصالات الكهرباء في مدينة تكاد تختفي خلف أكوام القمامة!.