تنظم مكتبة الإسكندرية جلستها الشهرية للقراءة المسرحية باللغة العربية، يوم الأربعاء القادم، حيث سيقرأ المشاركون مسرحية "الأميرة تنتظر" للكاتب صلاح عبد الصبور، بعد إسناد كل شخصية من شخصيات المسرحية إلى أحد المشاركين. وتعد مسرحية "الأميرة تنتظر" من أفضل الدراما الشعرية التي قدمها صلاح عبد الصبور للمسرح الشعري العربي، وذلك لأسباب عدة: أولها أن لغة الشعر في رأي صلاح عبد الصبور هي الأب الحقيقي للدراما المسرحية، حيث دفعه هذا الإيمان إلى الشروع في تقديم مسرح درامي شعري عربي لم يكن موجودًا قبله سوى المحاولات الغنائية البسيطة التي ألبسها أحمد شوقي وعزيز أباظة ثوب الدراما الشعرية.
ويستعين الشاعر في البنية الحكائية بالأساطير القديمة وخاصة ألف ليلة وليلة، حيث تجلس الأميرة في كوخ منعزل بغابة السرو في انتظار زوجها السمندل الذي كان ضابطًا صغيرًا في قصر أبيها الملك، يتقرب إليها طمعا في الملك، ويحاول أن يقدم إليها الحب والحنان، طمعًا في الاستيلاء على العرش من أبيها، وبمقتل الملك واستيلاء زوجها على العرش يصل إلى الكوخ رجل غامض حقير المظهر يدعى القرندل، ويزعم أنه جاء يلبي ما أوحاه له الهاتف، وما أن تفرغ الأميرة ووصيفاتها من أداء طقسهن الليلي حتى يدخل السمندل ويستميلها لتعود معه إلى قصره، طمعًا في مساندتها له على توطيد حكمه المتداعي، عندئذ ينقض عليه القرندل ويصرعه، ويضع بذلك خاتمة لمحنة الأميرة من القهر والخديعة
ويختار عدد من النقاد المحدثين هذه المسرحية كأفضل عمل درامي متقن لصلاح عبد الصبور من حيث البنية والحبكة، مما دفع الدكتور علي الراعي إلى القول بأنها "ترتفع إلى مقام الشعر الذي يعبر عن أحداث درامية متعددة الطبقات"، أي أن بإمكان القارئ والناقد على السواء النظر إلى هذه المسرحية من وجوه متعددة، وتفسيرها في اتجاهات مختلفة.