قال رئيس لجنة القصة بالمجلس الأعلى للثقافة، الروائي أحمد الشيخ، إن الرئيس المقبل يجب أن يكون واعيا بوجود الثقافة كنشاط أساسي للبشر، وأنه لو عرف هوية الثفافة فسوف يتواصل مع المثقف، أما إذا اعتبرها زائدة عن الحاجة، فسوف يطمسها ويعتم على العقول المخلصة، حتى تكف عن الإضافة إلى هذا الوطن، كما يجب عليه أن يعرف أن الثقافة شيء موجود قبل وجوده ووجودنا، وأكد أن الحرية وحمايتها هو المطلب الأساسي، فمن غير حرية لن يكون هناك إبداع، وبدونها أيضا يتحول العقل إلى أسير غير مسموح له بالخروج من محبسه.
كما طالب الشاعر السيد حسن العام، الرئيس الجديد، بإعادة بناء المؤسسات الثقافية على أساس القيمة، والتخلص من كل الأنشطة الصورية التي تهدف إلى إعطاء إيحاء شكلي بوجود حياة ثقافية نشطة، بينما هي تكريس للواقع الاستعراضي الأجوف، وقال حسن: "لا بد من إيمان حقيقي بأن قوة مصر الناعمة تتجسد في نخبتها الثقافية التي ضمنت لمصر دائما لونا من ألوان الريادة الحقيقية (غير المزعومة)، والتأثير الحقيقي والنفوذ الأصيل القائم على منتج حقيقي، والناهض بدور حقيقي، وليس المستند إلى (شوفينية) جوفاء".
أما الروائية زينب عفيفي، فقالت: "لا بد لرئيس مصر القادم أن يكون مؤمنا بالحرية والديمقراطية قولا وفعلا، وأن يتعامل مع المثقف كشخصية مستنيرة لها دور قيادي وحر في تحريك الرأي العام، وألا يصادر على الآراء والأفكار والكتابات مهما اختلفت مع سياسته".
وقال الروائي حسين عبد الرحيم: "إن كان ضميري يحتم علي أن أكون إيجابيا تجاه القضايا المصيرية في وطني المعذب، وأن اختار ما يحقق للمجتمع ولي أدنى شروط الحياة (عيش، حرية، عدالة إجتماعية)، فإنني سأبطل صوتي، رفضا لتلك المهزلة التي ساهم فيها الشعب الفقير والمتهالك والمنكب على قوت يومه حتى وهو مريض"، وأعرب عن عدم اقتناعه بأي من المرشحين، مضيفا، "سأبطل صوتي عن قناعة، فالصوت أمانة وعهد ورسالة ودعوة لتجميل الحياة والارتقاء بمصر أقدم دولة مؤسسات".
وقال الروائي الدكتور بهاء عبد المجيد: إنه يريد من الرئيس القادم أن يحترم المثقف ويعطيه حقه، ولا يجعله يتسول أو ينافق ليحصل على حقه كمبدع، وأن يسمح بمساحة كبيرة للنشر لكل المبدعين، ويجعل الارتقاء بالثقافة والتعليم غايته، وأن يساهم مع المثقفين في تغيير الصورة النمطية للمصري أو العربي، وأن يدعم الكتاب وألا يسمح بأن تحتكر دور نشر بعينها كل الإبداع المهم، وأكد عبد المجيد ضرورة أن يعطي المبدعون حقهم، وبخاصة من الذين يتعاملون مع دور نشر صغيرة، فهم لا يحصلون على حقوق نشر كتبهم طبقا لقواعد الملكية الفكرية، حيث لا يوجد إحصاء حقيقي للنسخ التي تباع في الأسواق .
وأضاف، "أريد منه أن يعرف أن المبدع خجول وذو طبيعة مختلفة، ولا يطلب إحسانا من أحد لأنه غني بإبداعه، أريد أن أقول له: إن يهتم بالمبدع لأنه الواجهة الحضارية وشمس التنوير في العالم، فإن أحبه المبدعون لأنه عادل فسيرفعونه عاليا، وإن كرهوه فإن ذلك سيكون مؤشرا على قرب نهايته كسياسي".