منذ أن كشفت مجلة دير شبيجل الألمانية قبل ثلاثة أيام عن أن ألمانيا زودت إسرائيل بغواصات يمكن نصب رؤس نووية فيها، والتصريحات الودية لا تتوقف بين البلدين، ما دفع مراقبين لوصفها ب«الغزل العسكرى». فقد وصف رئيس الوزراء الإسرائيلى بنيامين نتنياهو هذه الغواصات بأنها إنجاز كبير لإسرائيل واستكمال مهم لأمنها القومى، معتبرا أن هذا أفضل ما يمكن أن تقدمه برلين لتل أبيب. وهو الآخر، قال وزير الدفاع إيهود باراك إن «الألمان يمكن أن يفتخروا بأنهم ضمنوا وجود دولة إسرائيل للسنوات المقبلة».
وهى الإشادات التى ردت عليها حكومة المستشارة الألمانية، أنجيلا ميركل، بالقول إن هذه المساعدة «جزء من واجبنا تجاه إسرائيل»، وفقا لدير شبيجل. ومؤخرا حصلت إسرائيل على غواصة ألمانية ثالثة من طراز «دولفين»، على أن تتسلم ثلاث أخرى بحلول عام 2017.
وكانت برلين قد تبرعت لتل أبيب بالغواصتين الأوليين وبنصف تكلفة الثالثة، وتعهدت بتغطية ثلث تكاليف بناء الثلاث الأخيرة. وتبلغ تكلفة الغواصة حوالى نصف مليار يورو، ترتفع إلى مليار مع تجهيزها تكنولوجيا وتسليحها، ما يجعل «دولفين» أغلى قطعة سلاح معروفة فى جيش الاحتلال الإسرائيلى.
وقد بدأ التسليح الألمانى لتل أبيب منذ عهد رئيس الوزراء الألمانى، أوتو فون بسمارك، عام 1957، وهو سرى فى معظمه؛ حرصا من ألمانيا على علاقاتها بالدول العربية، إذ يرى الساسة الألمان على أن بلادهم مسئولية تاريخية تجاه إسرئايل.
وللوبى الإسرائيلى فى ألمانيا قوة لا يستهان بها؛ لدرجة أنه يملك تقرير مصائر الأمور داخل الأحزاب والمراكز البحثية والمؤسسات الإعلامية والمالية والثقافية. وتفيد وثائق من أرشيف وزارة الخارجية الألمانية بأن ألمانيا كانت على علم بالبرنامج النووى الإسرائيلى منذ عام 1961، بل وقدمت مساعدات لهذا البرنامج.
لكن على المستوى الشعبى، يتزايد الاستياء من هذا الوضع يوما بعد آخر، إذ يردد قطاع كبير من الألمان أن «إسرائيل تحلب البقرة الألمانية». فردا على ما تردد عن فظائع النازى بحق اليهود إبان الحرب العالمية الثانية، فرضت إسرائيل على ألمانيا الاعتذار لها، وتقديم تعويضات مالية تقدير ب120 مليار يورو.
علاقات خاصة
● 35 ألف يهودى إسرائيلى يحصلون على رواتب كتعويضات عما جرى لهم فى الحرب العالمية الثانية.
● 3.2 مليون دولار قيمة المنح التى تحصل عليها جماعات يهودية فى إسرائيل من ألمانيا.
● 3.7 مليار يورو هو حجم التجارة البينية بين البلدين، وألمانيا هي ثانى أكبر شريك تجارى لإسرائيل بعد أمريكا
● 40 شركة هو عدد الشركات الإسرائيلية العاملة فى ألمانيا.
● ألمانيا هى الراعى الثانى بعد أمريكا لأبحاث إسرائيل العلمية.
● التقرير السنوى للخارجية الألمانية حول حقوق الإنسان لا يتطرق مطلقا إلى ممارسات إسرائيل بحق الفلسطينيين.