اتهم وزير الخارجية السعودي الأمير سعود الفيصل النظام السوري بالسعي إلى تأجيج حرب طائفية بعدما فشل في قمع الاحتجاجات التي لم تهدأ في معظم المدن السورية منذ أربعة عشر شهرا مضت. جاء ذلك في مؤتمر صحفي عقده الفيصل بمدينة جدة بحضور الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون، والذي أوضح خلاله أن المواجهات الطائفية التي نشبت ولا تزال منذ أسبوعين في مدينة طرابلس اللبنانية ما هي إلا امتداد لما يحدث في سوريا، مشيرا في الوقت ذاته إلى أن بلاده تخشى أن يمتد هذا الصراع ليتسع نطاقه "ليس لأنه يهدد لبنان وحدها، فهي تهدد كذلك سوريا لأن الصراع الطائفي هو الأداة لتقسيم البلاد، وطالما أن الصراع امتد إلى لبنان فإن ذلك سيخلق ظروفا أسوأ".
وفي رده على سؤال حول إمكانية إقامة منطقة عازلة في سوريا قال الفيصل: "المنطقة العازلة في سوريا من صلاحيات مجلس الأمن، فإذا كان هناك إمكانية لخلق منطقة يلجأ إليها المضطهدون في سوريا وسكان المدن والريف الذين يتعرضون للقصف، فهذا شيء نؤيده"، مضيفا أن ما يشغله هو الدفاع عن المواطن السوري من قسوة العمل العسكري، "خاصة وأنه مجرد من السلاح في حين أن النظام يحصل على ما يريد من السلاح ونتمنى مع الوقت ألا تتدهور الأمور أكثر فأكثر".
وأشار الفيصل خلال المؤتمر إلى أن التقرير الذي سيقدم إلى مجلس الأمن بعد نحو شهرين من المبعوث الدولي والأممي يجب أن يكون شفافا وأن يتخذ مجلس الأمن موقف حاسم لإنهاء المأساة، لافتا إلى أن "مبادرة عنان قبلها النظام السوري ولكن دون أن ينفذها، فهو يناور ويماطل وظهر ذلك في تصريحات عنان الأخيرة بأن ليس هناك تقدم، المهم ما سيأتي في تقرير عنان وليس التصريحات الآنية، وعلى الأممالمتحدة أن تتخذ قرارها بما يتطلبه الوضع"، موضحا أنه لم يلحظ وجود تراخ في المواقف العربية تجاه الأزمة السورية، "ولا يمكن المقارنة بين الوضعين السوري والبحريني".
وحول إمكانية إجراء تدخل عربي في ظل الفصل السابع للأمم المتحدة، أوضح وزير الخارجية السعودي أن البند السابع هو من شأن مجلس الأمن وليس الجامعة العربية، وقرار العمل العسكري من قبل الدول العربية ليس متاحا لأن العائق الرئيسي يكمن في الأحداث التي تجري في العالم العربي، فالدول التي لديها إمكانيات لذلك لديها مشاكل داخلية تمنعها من حاليا من القيام بعمل عسكري خارجي.
على الجانب الآخر قال الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون إنه سيجري تنسيقا بين الدول الأعضاء في الأممالمتحدة على مستوى العالم، من أجل إيجاد الظروف التي تهيئ لمواجهة إرهاب الشعوب.