سيطرت حالة من الإحباط وخيبة الأمل، على أمهات وأهالي الشهداء، استدعت دموعهم فور سماع الأحكام التي صدرت بحق المخلوع ورجاله في محاكمة القرن، لكن هذا الإحباط لم يمنعهم من التأكيد والإصرار على النزول للشارع لاستكمال الثورة التي راح أبناؤهم في سبيلها. أسرة الفنان أحمد بسيوني، الذي استشهد يوم جمعة الغضب 28 يناير، نزل عليها خبر براءة رجال حبيب العادلي ك"الصاعقة"، على حد وصف أخيه باسم، الذي قال "بعد ما فرحنا بالمؤبد.. نزلت علينا صاعقة بكمية البراءات التي حصل عليها رجال العادلي"، مبديا تخوفه من أن "كل الناس إللي واخدة براءة دي هتطلع وتنتقم".
النزول للميدان أصبح ضرورة حتمية من وجهة نظر باسم، لكن هذه المرة "لازم ننزل بقوة ولازم نضغط جامد على النائب العام.. خاصة ونحن نقترب من جولة الإعادة للانتخابات الرئاسية التي قد تعيد نظام مبارك بأكمله".
محمد عويس، شقيق ناصر عويس، الذي استشهد يوم موقعة الجمل، كان متوقعا الحكم، خاصة بعد كل الأحداث الأخيرة من "تلميع لأحمد شفيق ومحاولات تهيئة الرأي العام لاستقبال النظام القديم"، متابعا "هذا حكم مؤقت على رؤوس النظام إلى أن يأتي شفيق للحكم وتتحول الثورة إلى مجرد أضغاث أحلام".
وأضاف عويس "أنا مع أي حراك سلمي.. المحاكمة من بدايتها هزلية والاتهامات خالية من أي منطق"، مؤكدا إصراره على التمسك بسلمية الثورة والنضال السياسي، مشيرا إلى أن الحل الوحيد الذي يضمن استمرار الثورة حاليا "هو انتخاب مرشح رئاسي محسوب على الثورة"، باعتبار أن الفقرة الأخيرة من الثورة المضادة هي "وصول شفيق للحكم". دموع والدة وشقيقة الشهيد رامي جمال، الذي سقط في أحداث جمعة الغضب، انهمرت لتعبر هذه المرة عن الأسى والندم للسماح لرامي بنزول الميدان والمشاركة في الثورة، مرددين "يا ريتك يا رامي ما نزلت.. دمك راح هدر والبلد مش عاوزة تنضف". أما شقيقه سامح فقال "مبارك والعادلي كان لازم ياخدوا إعدام والباقيين كلهم إزاي يطلعوا براءة.. مين غير إسماعيل الشاعر وحسن عبد الرحمن إللي قتلوا الشباب".