«الخطة: تصدير الغاز بسعر فكاهى وشراء بديل بسعر عالٍ وتمويل الدعم من الضرائب» كتبت سامية صفان وأميمة مجدى: الثانية والنصف من ظهيرة أمس الأول، تحامل فتحى الجد عن كل طموحاته أن ينال قسطا من الراحة، قرر أن يسمح للركاب بدخول عربته البيجو، لينطلق بهم من موقف الزراعة بشبرا، متجها إلى مدينة كفر شكر بالقليوبية، «بس الأجرة هاتزيد جنيه ونصف يا جماعة، مش لاقيين جاز».
فتحى الجد، أمين شرطة سابق، وسائق على الطريق القاهرة الزراعى، يقول إن أزمة السولار والبنزين اتخذت «منحدرا جديدا».
منذ أيام قليلة بدا البنزين والسولار يظهر فى محطات الوقود، ومعه بدأت الطوابير والزحام الشديد «من ساعة نتيجة الإعادة بين مرسى وشفيق، والأزمة فكت شوية، بقى فية بنزين وسولار فى المحطات». زيادة الأجرة لا تلقى مقاومة من الوجوه المرهقة فى الموقف، وتنطلق البيجو.
أزمة الوقود ما زالت مستمرة منذ أزمة السولار الكبرى فى نفس التوقيت من العام الماضى، وخسرت مصر بسببها مليارى دولار، كما يقدرها الخبير البترولى إبراهيم زهران ل«الشروق».
«أزمة الطاقة بدأت فى مصر منذ عام 2005 مع تصدير الغاز للخارج سواء لإسرائيل أو غيرها» هكذا يصف إبراهيم زهران الأزمة الراهنة.
وسبب الأزمة الحالى من وجهة نظر زهران أننا «نستورد جزءا كبيرا من استهلاكنا خاصة بنزين 95، ويبدو أن هناك أعطالا فى معامل تكرير البترول أدت إلى الأزمة الحالية مع عدم وجود سيولة للاستيراد».
حديث الوقود يشتعل فى سيارة البيجو عندما ينتقل إلى السياسة، ما بين رأى بأن «شفيق اللى ها يظبط البلد»، والرأى الآخر «بأنه هو اللى ها يخربها»، ينهى فتحى النقاش بأن أزمة البنزين «مفتعلة، وهما عاوزين يلخمونا عن محاكمة مبارك يوم السبت».
على الطريق الزراعى يوجد 8 محطات وقود وربما أكثر، الأماكن مختلفة ومتباعدة، ولكن القاسم المشترك هو طوابير العربات المختلفة، نقل أو أجرة أو ملاكى.
بداية الزحام تظهر بالقرب من كل محطة بنزين، كان فتحى يقترب من محطة الوقود الأولى بالقرب من كوبرى قليوب، يطلق الرجل الذى نفسا مرتاحا، عندما يجد الطريق مفتوحا على عكس ما هو متوقع.
فتحى يعتقد أن السرقة «بقت أكتر من الأول»، على أيام مبارك كانت زيادة اسعار الوقود قانونية، الآن لم ترتفع الأسعار، «بس العامل فى البنزينة بيطلب عشرة جنيه دخان، يعنى سرقة عينى عينك».
يدخل الطريق الزراعى فى زحام خانق عند مدينة طوخ، طابور طويل من العربات التى تبحث عن البنزين أو السولار، ساعة كاملة قضاها المسافرون فى مسافة لا تتجاوز 3 كيلومترات، ويشعر الجميع بالإرهاق، ويتوقف الحديث تحت حرارة الشمس القاسية بعد أسبوع عادت الأزمة من جديد، ولجأ فتحى إلى شراء الوقود من السوق السوداء، بفارق عشر جنيهات.
«قعدنا بعدها أسبوع السولار موجود»، بعدها عاد فتحى وزملاؤه إلى السوق السوداء، ليحصل على جركن البنزين بسعر 35 جنيها، وبزيادة قدرها عشرة جنيهات عن السعر الرسمى فى محطات الوقود.
أزمة البنزين وغيرها ستستمر من وجهة نظر ابراهيم زهران «خطة وزارة البترول مبنية على تصدير الغاز بسعر فكاهى واستيراد البديل بسعر مرتفع، ثم تمويل دعم وصل إلى 114 مليار جنيه فى الموازنة ثم ترجع الدولة لتأخذ الاموال من دافعى الضرائب».
على الطريق الزراعى يوجد ثمانى محطات، وعند كوبرى قليوب تبدأ المرحلة الأولى من معركة الزحام، فهناك أول محطة، «وعند أى محطة بنزين بلاقى الطريق مقفول 2 كيلو على الأقل».