تشهد معظم أجزاء الوطن العربى حدثا فلكيا نادرا لن يتكرر إلا بعد 105 أعوام، هو عبور كوكب الزهرة أمام قرص الشمس الذى يحدث يوم الأربعاء 6 يونيو المقبل، حيث سيبدو كوكب الزهرة كبقعة دائرية سوداء صغيرة أمام قرص الشمس. وكان آخر عبور للزهرة قد حدث يوم 8 يونيو 2004 فيما سيكون العبور المقبل يوم 11 ديسمبر 2117.
ويشاهد هذا العبور بالكامل من هاواى وألاسكا وشرق آسيا وشرق أستراليا، فى حين أنه يشاهد جزئيا وقت شروق الشمس من وسط وغرب آسيا وشرق إفريقيا وأوروبا، ولن يكون مشاهدا إطلاقا من غرب إفريقيا وشرق أمريكا الجنوبية، وسيكون مشاهدا جزئيا وقت غروب الشمس من معظم أمريكا الشمالية.
أما بالنسبة للوطن العربى فإن الحدث سيبدأ قبل شروق الشمس، والزهرة تقع أمام قرص الشمس كبقعة سوداء صغيرة، وستكون الدول الشرقية، مثل سلطنة عمان والإمارات هى الأفضل لمشاهدة هذا الحدث، فى حين أنه لن يكون مشاهدا من غرب الجزائر والمغرب وموريتانيا.
وعلى وجه التقريب، يمكن القول إن مواعيد ظاهرة العبور هى نفسها لجميع مناطق الكرة الأرضية، فأقصى فارق فى التوقيت بين منطقتين يساوى 14 دقيقة، وبالنسبة للمنطقة العربية سيبدأ العبور قبل شروق الشمس فى جميع المناطق، فى حين أن الشمس ستشرق فى مسقط قبل أن يصل العبور للذروة، وذلك فى الساعة الواحدة و33 فجرا بتوقيت جرينتش.
وستبدأ الزهرة بمغادرة قرص الشمس فى الساعة الرابعة و37 صباحا بتوقيت جرينتش، وعندها ستكون الشمس قد أشرقت قبل ذلك فى جميع الدول العربية، عدا الأجزاء الغربية للجزائر والمغرب وموريتانيا. وسيكتمل خروج الزهرة من أمام قرص الشمس فى الساعة الرابعة و54 صباحا، أى أن قرص كوكب الزهرة يحتاج إلى 17 دقيقة ليخرج من أمام قرص الشمس، علما أن مدة العبور كاملا تبلغ ست ساعات و40 دقيقة. ويحدث عبوران للزهرة تفصل بينهما ثمانى سنوات، مرة كل 105 سنوات ومرة كل 121 سنة.
ومن الناحية العلمية يستخدم العبور لحساب المسافة بين الأرض والشمس عن طريق حساب المثلثات، إضافة لغيرها من الفوائد العلمية الأخرى، ولابد من التحذير من النظر إلى الشمس بالعين المجردة وقت العبور، فالظاهرة يمكن رؤيتها بالعين المجردة أو المناظير أو التلسكوبات، ولكن يجب استخدام المرشحات الشمسية الآمنة للنظر إلى الشمس، فالنظر إلى الشمس بالوسائل غير الآمنة قد يسبب تلفا للعين أو العمى الدائم.